هكذا حاولت سلطة "الجولاني" طمس حقيقة "تفجير الدويلعة" ــ حسان الحسن

الإثنين 30 حزيران , 2025 01:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
"التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس، في منطقة الدويلعة، في العاصمة السورية دمشق، لم يحدث عن طريق الصدفة على الإطلاق، وليس منفردًا أيضًا، فقد سبق ذلك، حدوت أعمالٍ استفزازية عدةٍ لأهالي الدويلعة عينها، وسواها، كالسقيلبية، وكفربو، ومحردة في ريف حماه... فقبل وقوع هذه العمل الإرهابي بأيامٍ، دخلت مجموعة تابعة لإحدى الفصائل التكفيرية المنتشرة في "الشام" راهنًا، إلى "الدويلعة"، الحي الذي يسكنه غالبية من المواطنين المسيحيين، يعيشون مع أقلية مسلمة كعائلةٍ واحدةٍ منذ عشرات الأعوام ويزيد أيضًا، وقام العناصر التكفيريون باستفزاز أهالي الحي، حيث جالوا في أرجائه، وأطلقوا هتافاتٍ تثير النعرات المذهبية، حاولوا تغليفها بغلافٍ "دعويٍ"، أي (أنهم يدعون الناس إلى اعتناق الإسلام)". إثر ذلك، قام عدد من شباب الحي من مختلف الطوائف بطردهم من "الدويلعة"، عندها قرر الإرهابيون الانتقام من أهالي الحي، إلى أن أقدم انتحاري على تفجير نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة مار إلياس في "الدويلعة"، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا وجرح 52 آخرين"، هذا بحسب ما يروي مرجع سياسي سوري كبير. وفي الصدد تؤكد معلوماتٍ من مصادر عدةٍ أن الانتحاري ومساعده ينتمون إلى ما يسمى بـ "جهاز الأمن العام التابع لسلطة الأمر الواقع في دمشق، وليس لتنظيم "داعش"، كما ادعت هذه "السلطة" الراهنة.
وفي هذا السياق، تؤكد معلومات موثوقة أن "أحد عناصر الأمن التابع لسلطة أبي محمد الجولاني، غض النظر عن دخول الانتحاري إلى حرم الكنيسة". وتكشف أن "أتباع الجولاني قاموا بتكسير كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لإخفاء معالم هذا العمل الإرهابي، وفور وقوعه بدقائق معدودة، وجهّت "سلطة الجولاني" الاتهام إلى تنظيم داعش الإرهابي". والسؤال هنا، كيف حددت هذه "السلطة" مرتكبي هذه الجريمة، في هذه السرعة الفائقة؟ وفي بعض التفاصيل المتعلقة بهذا العمل الإرهابي، فقد حاول مواطنان شقيقان، من بين الحاضرين في كنيسة مار إلياس، دفع الانتحاري إلى خارجها قبل تفجير نفسه فيها، بحسب شهادات، لكنّهما لم يتمكنا، ولكنهما قد خففا من قوة عصف الانفجار على الموجودين في الكنيسة، ثم لقيا حتفهما، إلى جانب من سقط ضحايا هذا الاعتداء الإرهابي، الأول من نوعه منذ عام 1860، يوم داهم الغوغاء الحي المسيحي داخل مدينة دمشق، ليحرقوه ويدمروه بالكامل. وكان ذلك بعد اندلاع الفتنة في جبل لبنان في ذلك العام، بين المسيحيين الموارنة والدروز. وبدأت هذه الأحداث الدامية في دمشق مع دخول فتيان إلى منطقة باب توما في 7 تموز 1860، حيث قاموا بأعمالٍ استفزازية، ما أدى إلى اعتقالهم. في هذه الأثناء كان المتشددون يتدفقون على منطقة "باب توما" من كل حدبٍ وصوب، وقد وصل عددهم إلى عشرين ألفا، بالتزامن مع انسحاب القوات العثمانية النظامية من الحيّ المسيحي. وفي غضون أسبوع، قتل نحو 5000 مسيحي في دمشق"، بحسب عدد من الروايات التاريخية. من هنا، أطلق رأس الكنيسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، خطابه العالي النبرة، إثر وقوع هذه الجريمة، كونها استحضرت إلى الاذهان، فتنة 1860، لما لجريمة الدويلعة من خطر على الوجود المسيحي في الشرق.
بالعودة إلى الاستفزازات في ريف حماه، فقد ذكرت معلومات أن "أهالي المنطقة استفاقوا، في الأيام الفائتة، على وجود شعاراتٍ ترمي إلى إثارة النعرات الطائفية، على بعض جدران دور العبادة والبيوت وسواها في المنطقة المذكورة. ولا ريب ان كل ذلك لم يكن بعيدًا من الأجواء التي أدت إلى موقع جريمة الدويلعة. ولم تقتصر الأعمال العدائية التكفيرية على محاولة ضرب النسيج الوطني السوري، بل طاولت أيضًا أتباع الطرق الإسلامية الصوفية في مدينة حماه أيضًا، في الأسابيع الفائتة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل