التجارب المُرّة.. هل يتحمل لبنان وشعبه تجربة ثانية أوصلته لما هو عليه الآن؟

الخميس 08 حزيران , 2023 10:34 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

عام 1992 جاء رفيق الحريري وصُوّرَ أنه المُنقذ حينها... لبنان لم يكن عليه دين وجاء معه أقل من 2 مليار دولار وضع يده أولاً على الوسط التجاري المملوك من المواطنين اللبنانيين تحت عنوان شركة اسمها سوليدير، وتم تخمين المتر المربع للأرض بين300 و600 دولار، وأصحاب العقار والمستأجرون أعطوا أسهمًا في هذه الشركة المجهولة المصير، ثم بيع من هذه العقارات بسعر عشرة آلاف دولار للمتر الواحد من الأرض، وتم ردم البحر في "زيتونة باي"، ثم تم تخمين هذه الأرض في زمن الرئيس إيميل لحود ب 45 مليار دولار، كل هذا تم وضع اليد عليه رغم معارضة الرئيس لحود حينها. 
مع الأسف، حين جاء الرئيس رفيق الحريري هلل له الكثيرون، بمن فيهم رجال دين بارزون، وإعترض عليه قليلون.. بعد 13 عاماً رحل عن هذه الدنيا فكانت ثروته 17 مليار دولار، وكان المهندس ووزير المالية عنده فؤاد السنيورة.
لبنان الآن بعد أن سُرقت أهم عقاراته، ولم تكن اليد أمينة على المال الذي تدفق عليه طيلة 30 عامًا، والسياسة النقدية والاقتصادية التي اعتمدتها هذه المدرسة أدّت إلى ضياع ودائع اللبنانيين في المصارف، ولم يسلم من هذه السرقة سوى الطبقة السياسية الحاكمة والنافذة، حيثُ سُهّلَ لها تحويل أموالها وغالبها منهوب للخارج.
الآن ونحن على أبواب البدء باستخراج الثروة النفطية، وبسحر ساحر إلتمّت كتل نيابية، وبرعاية بعض رجال الدين يدرون أو لا يدرون ماذا يُحاك للبنان واللبنانيين من مؤامرة جديدة.. على فرض استطاعت هذه الكتل النيابية أن تُؤمن الفوز لوزير مالية فؤاد السنيورة جهاد أزعور هل بقية الكتل المعترضة على هذا الخيار مطلوب منها أن تحضر إلى المجلس النيابي لتأمين النصاب "النصّاب" لتمرير هذا المشروع أو تُمارس التعطيل؟ وقد يكون غالبية الشعب اللبناني معها، المكتوي من التجارب المرة التي تحاك في الخارج وتُنفّذ بأدوات محليّة.. 
إنه لأهون على الشعب اللبناني ألف مرة الاستمرار في الفراغ الرئاسي من أن تعاد تجربة 30 عامًا مضت أوصلته لما هو فيه، ومقاومة هذه المحاولة والمؤامرة لحين التمكن من التحرر من هذه التبعية العمياء للخارج من طبقة سياسية نيابية حزبية دينية للوصول إلى وقت يستطيع أن يوصل إلى كل المراكز الحساسة أصحاب اليد البيضاء والكف النظيف.. أطال الله بعمر الرئيس سليم الحص ورحِمَ الله الشهيد الرئيس رشيد كرامي في ذكراه الذي قتلته فئة باغية.

 

 إبراهيم سكيكي

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل