الثبات – إسلاميات
سلسلة أسماء الله الحسنى
اسم الله "الواحد – الأحد"
أولاً: الفرق بين الواحد والأحد
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: لا فَرْق بينهما، بل هما بمعنى واحدٍ، فيجوز أن يقال: أحد اثنان، كما يجوز أن يقال: واحد اثنان في الأعداد المتتالية.
القول الثاني: أن الواحد والأحد ليسا اسمين مترادفين، بل بينهما فَرْق، قال الأزهري: "لا يوصف شيء بالأحدية غير الله تعالى، فلا يقال: رجل أحد، ولا درهم أحد، بل يقال: رجل واحد ودرهم واحد، وقيل: أحد صفة من صفات الله تعالى استأثر بها، فلا يشركه فيها شيء".
وقيل الفرق: أن الواحد اسم لمفتتح العدد، فيقال: واحد واثنان وثلاثة، أما أحد فينقطع معه العدد، فلا يقال: أحد اثنان ثلاثة، قال الزجاج: وقال بعض أصحاب المعاني: الفَرْق بين الواحد والأحَد: أنّ الواحد يُفيد وحدة الذات فقط، والأحد يُفيده بالذَّات والمعاني.
ومن معاني ( الأحد ): أنه يحتاجه كل شيء في كل شيء، وليس محتاجاً إلى شيء، يحتاجه كل شيء في الكون في كل شيء، وليس محتاجاً إلى شيء، أحد صمد، وجوده ذاتي، أما الإنسان فعبد لله، وجوده معتمد على إمداد الله له، وهو الذي توحد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك. ويجب على العبيد توحيده، عقلاً وقولاً وعملاً بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة.
ثانياً: اسم الله "الواحد والأحد" في القرآن الكريم
-ورد اسم "الواحد والأحد" في اثنتين وعشرين آيةً، منها:
قوله تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 163).
قوله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ) (النساء:171).
قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص: 1).
ثالثاً: ورد اسم "الواحد والأحد" في السنة النبوية
ثبتَ أن رسول الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سَمِع رجُلاً يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ، لا إلَه إلاَّ أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذي لم يلِدْ ولَم يولَدْ، ولم يَكُنْ لَه كُفُواً أحَدٌ، فقالَ: "لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الَّذي إذا سُئلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ بِه أجابَ".
وعن سعد بن أبي وقاص قال: مَرَّ عَلَىَّ النبي صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَدْعُو بِأُصْبُعَيَّ فَقَالَ: "أَحِّدْ أَحِّدْ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ".
رابعاً: من آثار الإيمان باسم الله "الواحد والأحد"
1- الله جلّ ثناؤه هو الإله الواحِد الأحَد الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله.
2- انْفراده بالخَلق والإيجاد، والتصرّف والتَّدبير فلا إلهَ غيره، ولا يستحقّ العبادة سواه.
3- تعلق القلوب بخالقها ومعبودها، وتوجهها له وحده لا شريك له، لأنه الواحد الأحد الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها وضروراتها، وهو القادر على كل شيء، والمالك لكل شيء، والمتصرف في كل شيء.