سلسلة مساجد دمشق || مسجد الشيخ محي الدين بن عربي

الجمعة 06 كانون الثاني , 2023 10:36 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

سلسلة مساجد دمشق

مسجد الشيخ محي الدين بن عربي

 من مساجد دمشق العريقة مسجد جامع الشيخ محي الدين بن عربي ويعرف أيضا بجامع الخنكار أو جامع السليمي.

موقعه:

يقع في مدينة دمشق الشام عاصمة الجمهورية العربية السورية، في منطقة الصالحية - في حي الشيخ محي الدين، على ضفاف نهر يزيد، في منطقة تعرف باسم أبوجرش.

سبب التسمية:

جاءت تسمية الجامع بالشيخ محي الدين بن عربي نسبة إلى الشيخ المتصوف الكبير الإمام أبو بكر محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي، وجثمانه يقبع في تلك المنطقة، حيث يتواجد مبنى ضريح الشيخ محي الدين.

 الشيخ محي الدين بن عربي

محمد بن علي الطائي الاندلسي المعروف باسم ابن عربي، ولد ابن عربي في مرسيه في الأندلس في السابع عشر من رمضان سنة 560 للهجرة، وكان ابن عربي من أسرة غنية، عندما بلغ الثامنة من عمره انتقل ابن عربي إلى اشبيلية وهيأت له علومه الواسعة واطلاعاته الكبيرة ومواهبه الأدبية أن ينال مبكراً وظيفة كاتب في حكومة اشبيلية، و كانت حياة السياحة مفضلة عنده حيث تنقل في العديد من البلدان الإسلامية متعلماً ومعلماً ومناقشاً إلى أن أن انتهى به المقام في دمشق، توفي ابن عربي في دمشق في منزل القاضي ابن الزكي يحيط به أهله واتباعه من الصوفية في ليلة الجمعة 28 ربيع الاخر سنة 638 للهجرة وحمل جثمانه إلى الصالحية على سفح جبل قاسيون ودفنوه في تربة خاصة بأسرة ابن الزكي إلى أن بنى السلطان العثماني سليم الأول ضريحه عام 1579 م وبنى مسجد باسمه ومدرسة كبيرة.

بناء المسجد:

-يتألف المسجد الجامع من صحن كبير منسق على الطراز العثماني ومرصوف بالرخام الملون والحجر الأبيض والأصفر وفيه بركة صغيرة على الطراز الدمشقي، فيه رواق كبير مرفوع على أربع قناطر في الجهة الجنوبية من الصحن، أما في الجهة الجنوبية فيقع الحرم المسجدي الذي يقوم على خمس قناطر وأربع أعمدة جيء بهم من عمارة نائب الشام جان بلاط وفوق القناطر الأربع تتوضع قناطر خمسة أصغر حجمًا، والجامع محرابه خشبي وقبته مكسوة بالقيشاني وله مئذنة، وتزين جدران الجامع الكثير من اللوحات البلاطية منها ما هو ذو طراز دمشقي عثماني ومنها ما هو ذو طراز دمشقي مملوكي.

وتم تزويد الجامع قديمآ بناعورة { سواقي مائية } ذات بكرات، ما زالت قائمة حتى اليوم سميت بناعورة الشيخ محي الدين كانت مهمتها رفع مياه نهر يزيد وهي من الابتكارات والاثار الإسلامية الهامة، كما ويوجد بجانب الجامع «تكية سليمانية» كانت تزود الفقراء بالطعام والشراب.

أما ضريح الشيخ محي الدين فيقع في داخل غرفة مقببة (أي لها قبة) موجودة في الزاوية الجنوبية الشرقية للجامع ينزل إليها بسلم حجري حيث يتوضع الضريح المحاط بشبكة فضية في وسط الغرفة المزخرفة المقببة، وإلى جانبه قبر ولديه سعد الدين وعماد الدين وإلى اليمين قليلًا قبر محمود سري باشا صهر الخديوي إسماعيل حاكم مصر وقبر الأمير عبد القادر الجزائري المتوفى عام 1882 م والذي نقلت رفاته فيما بعد إلى الجزائر  وأيضا قبر الشيخ محمد أمين خربطلي ناظر الجامع الأسبق.

-ولا يزال جامع الشيخ محي الدين ابن عربي يعمر بالعبادة حتى اليوم ويؤمه آلاف المصلين وتقام فيه أيام الجمعة وطيلة شهر رمضان المبارك الدروس الدينية ويستضيف العديد من فرق الانشاد الديني وفرق المولوية الصوفية.

 

ملحقات المسجد: التكية المعروفة بالسليمية، نسبة إلى السلطان سليم الأول سنة 924هجري، والتي بناها تكريماً للشيخ محي الدين بن عربي، ت: 638 هجري،والتكية مشهورة منذ القدم ملاذ الفقراء والمساكين والمتصوفين وطلاب العلم وغيرهم.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل