الثبات ـ إسلاميات
قبل الشروع في الحديث عن يوم الغدير وأهميته عند المسلمين عمومًا وعند أهل السنّة خصوصًا، يجب علينا أن نخاطب الأمة الإسلامية بطريقة وحدوية، دون الخوض بالخلافات التي تثير النعرات الداخلية، والتي تسعى إليها إدارةُ الشر الغربية، لأهداف تجهد لتحقيقها.
عندما نتحدث عن يوم الغدير لابد أن نعلم أن سرد هذه المسائل، هو من باب استدلال كل فريق على رأيه، لا سيّما بشأن الخلافة، ولو أننا اليوم لا نبني على هذا شيئًا مهمًّا؛ إنما ينبغي أن نعمل لوحدة الأمة؛ لإنشاء الدولة الإسلامية، والتمهيد للإمام المهدي رضي الله عنه.
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [سورة المائدة/الآية3]
جاء في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة، أن رجلاً من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا أمير المؤمنين، إنكم تقرأون آية في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، فقال: أي آية هي؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}، فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والساعة التي نزلت فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية يوم عرفة، في يوم جمعة"
نص واضح وصريح يبين سبب ورود ونزول هذه الآية؛ لهذا لا نستطيع أن نلوي النصوص ليًّا لاستدلال بعض آراء العلماء.
لم يطلق علماء السنة عن يوم الغدير "عيداً"؛ لأنّ العيد كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن الله جعل العيد بيومين، فسمى يوم الاضحى، وسمى يوم الفطر))؛ لهذا ليس لنا أن نعده عيداً.
بناءً لما سبق يمكننا تلخيص فوائد عدة:
1- هذه المناسبة تجمع المسلمين جميعًا على اختلاف مذاهبهم، ومن يستخدم هذه المناسبة للتفريق فهو إما جاهل أو عميل للشر الغربي.
2- إن الأخذ بأي قول من الأقوال لا يخرج المسلم من إسلامه، فلكلٍّ اجتهاده الذي يحتمل الصواب والخطأ.
3- لا يجوز لأي فئة أن تكفّر فئة أخرى، ولو أخذت برأي عالم مجتهد من هنا أو هناك.