الثبات - إسلاميات
سلسلة أسماء الله الحسنى
اسم الله الحكيم
اسم الله الحكيم صيغة مبالغة على وزن فعيل وعلى وزن فاعل تكون كلمة حكيم حاكم، فالله عز وجل هو الحاكم لخلقه بدون منازع وهو حاكم في خلقه بحكمه الشرعي الذي لا بديل له ولا مبدل، قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وقال تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}، وقال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}.
واسم الله الحكيم يعنى ذو الحكمة، والحكمة هي المعرفة بأفضل الأشياء والله عز وجل لا يأمر ولا ينهى ولا يتصرف في الكون إلا لحكمة عظيمة والدليل على ذلك قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}.
ثمرات الإيمان باسم الله الحكيم
1-معرفة معنى الحكمة الحقيقي وأنّها وضع الشّيء موضعه: وليس معناها الرّفق كما يُفهم من كلام أكثر النّاس، بل إنّ من الحكمة التشدّد وقت الشدّة، والرّفق وقت الرّفق، لذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة:73]، فكانت الغلظة مع هؤلاء هي عين الحكمة. وقد قال الشّاعر:
2- الانقياد لشرع الله تعالى: وذلك لأنّ أفعاله وأقواله، وأوامره ونواهيه كلّها خير، وإن جهل العبد الحكمة من ذلك كلّه، فالواجب على العبدِ أن يطمئنَّ إلى كلّ أمر أمره الله به، وينتهي عن كلّ ما نهى الله عنه، لأنّه من أمر ونهي حكيم خبير، فلا يقدّم العبد على شرع الله تعالى عقلاً، ولا واقعاً، ولا رأياً، ولا تجربة، ولا ذوقاً.
3- أنّ الله لا يظلم مثقال ذرّة: فالظّلم وضع الشّيء في غير موضعه، لذلك عَدَّ الله الشّرك ظلما، لأنّه عبادة ليست في موضعها، وقد حرّم سبحانه الظّلم على نفسه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النّساء:40] {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47].
لذلك كان على العبد أن لا يظنّ أنّ في أوامر الشّرع ونواهيه وقدره بخساً ونقصاً، وإلاّ كان قد اتّهم الله تعالى بالجهل والظّلم.
4- الجزاء من جنس العمل: من تمام حكمة الله تعالى أنّه أجرى سنّته من باب الجزاء من جنس العمل، لذلك كان الجزاء مماثلاً للعمل من جنسه في الخير والشرّ، فمن ستر مسلماً ستره الله، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.