سلسلة نداء الله للذين آمنوا | {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ}

السبت 13 آذار , 2021 03:30 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات 

 

سلسلة نداء الله للذين آمنوا

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ}

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، يقول الله تعالى في سورة البقرة:

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}


يا لهم من طلابٍ للخير وطرقه! إنهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، الذين يسألون عن سبل الخير لسلوكها، كان السؤال في هذه الآية ماذا ينفقون؟ وكان الأَولى أن يسألوا عمن تجب عليهم النفقة، فأجاب القرءان عن ما يحتاج إليه السائل: {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }، فالخير هو المال، وأَولى من يُنفَق عليه بعد النفس هما الوالدان، لأنهما أصل المنفِق وصاحبا الإحسان الظاهر عليه، وحقهما مقدم على أي حق بعد حق الله تعالى، ومن لا خير فيه لوالديه لا خير فيه لأحد، وبعدهما الأقربون لمكانهم منهما، ثم يأتي اليتامى، واليتيم من فقد أباه حتى يبلغ، وإنما وجب الإحسان إليه لينشأ في حماية ورعاية إخوانه نشأة صالحة، كما يجب الإنفاق على المسكين وهو شديد الحاجة، وابن السبيل المسافر الذي تقطعت به السبل فتجب رعايته ليشعر بالأمن والسلام.

وبعد هذا التخصيص لمستحقي الإنفاق، عممت الآية، لأن المؤمن خيِّر، خيره يعمّ الناس، لأنه نابع عن إيمان وإحسان، يراقب الله فيما ينفق، ويبتغي عفوه ومرضاته {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، دعوة إلى نشر الفضيلة ومكارم الأخلاق في المجتمع كلّه، ولما كان حب المال كحب النفس أو أشد، ناسب أن يحذّر الله تعالى من المبالغة في حب المال وكراهة بذله، وذلك بالحديث عن كراهية الجهاد:  {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، أي فرض عليكم القتال في سبيل الله لنصرة الحق وهو مكروه لكم لما فيه من خطر، فحب النفس يدعو إلى ترك الجهاد، وحب المال يجعل الإنسان مقصراً في واجباته، فالعاقل يجعل هواه تبعاً لما أراد الله تعالى وأمر به، لأن الله تعالى عليمٌ بما يصلح دين المرء ودنياه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل