خاص الثبات
في كل مرة تخرج فيها ديما صادق إلى الإعلام أو تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نسمع نغمة واحدة مكرّرة: خطاب يستدعي الخارج، يحرض الداخل، ويحرّف الوقائع على طريقة النشطاء المموّلين دوليًا ممن لا يرون في لبنان سوى ساحة صراع لتصفية حسابات إقليمية.
تدّعي ديما الدفاع عن الحريات، فيما لا تتوانى عن شيطنة شريحة واسعة من اللبنانيين، وتتحدث عن المقاومة كأنها كارثة وطنية. هي لا ترى في حزب الله سوى "شياطين إيران"، وتتعامى عمدًا عن التهديد الإسرائيلي المستمر، وكأن تل أبيب أصبحت فجأة صديقة للبنان!
ليس غريبًا أن تُصفّق لها بعض العواصم، وأن تتلقف تصريحاتها وسائل إعلام تنطق باسم مشاريع مشبوهة في المنطقة. ديما صادق لم تعد مجرد إعلامية ذات رأي، بل أصبحت جزءًا من ماكينة ترويج تشتغل ضد كل ما له علاقة بخط السيادة والمقاومة، مهما كان الثمن.
الخطير في الأمر ليس فقط محتوى خطابها، بل الطريقة التي تُلبس بها مواقفها ثوب "الحرية" و"الإنسانية"، بينما تقف عمليًا في خندق يهاجم جل الشعب اللبناني، ويتماهى مع أجندات خارجية تستثمر في الفوضى والتقسيم والفتنة.
في زمن اختلطت فيه الشعارات بالخيانات، تتقدّم ديما صادق كمثال صارخ على الإعلام المأجور، تلبس عباءة الثورة وتخدم أجندات تل أبيب، محوّلة المنابر إلى أدوات تحريض وهدم، لا صوتًا للحقيقة أو الوطن.
من حق أي شخص أن ينتقد، لكن حين يصبح النقد مجرد أداة تخدم مشروعًا سياسيًا خارجيًا، وتسهم في ضرب الاستقرار الداخلي، فإن الصمت لم يعد خيارًا.
آن الأوان لكشف هذه الأدوات الإعلامية التي تلبس عباءة الثورة والوطنية، بينما تمارس دورها في الترويج لأجندات السفارات على حساب دماء اللبنانيين.