نظرات في الإعجاز القرآني...{فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}

الإثنين 08 شباط , 2021 11:16 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات

أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بنعم كثيرة، لا تعد ولا تحصى، لكننا في غفلة عنها إلا من رحم ربي، وهذه الغفلة تأتي من كون الإنسان يتذمر باستمرار وبالأخص في حال الابتلاء، سواء كان خسارة مال، أو خدش في سيارة، أو ترك لعمل أو ظيفة، أو أي مشكلة بسيطة تحل به، يبدأ بعدها بالضيق والضعف والوهن، حتى يصل به الحال إلى طلب الموت أو ما شابه، وهناك من يسب الله سبحانه وتعالى زاعماً أنه خرج عن طوره، وهناك من يضرب أبناءه الصغار، والآخر يطلق زوجته، وغيره من يضرب شخصاً ضعيفاً في الشارع، في حين أنه إذا نظر إلى يده فوجدها بصحة تؤدي بذلك وظيفتها على نحو ما يحب، وهو غافل عن هذا وهناك من ينظر إليها فيجدها مقطوعة وهو في حمد متواصل لله سبحانه وتعالى، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:

{فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} سورة القلم-الآية ٥٠: والاجتباء جاء بثلاث نعم: النعمة الأولى: وهي تذكيره بزلته عن طريق التقام الحوت له, والأنبياء كانوا يفارقون أقوامهم لأنهم لا يريدون أن يسمعوا المكروه منهم في الله سبحانه وتعالى. النعمة الثانية: نزول العذاب على قومه ليعودوا إلى الله سبحانه وتعالى, وهذا الأمر لا يحدث إلا بنزول العذاب, وكان العذاب لا ينزل إلا عندما يغادر النبي قومه, ولكن هذه المغادرة تكون بإذن من الله تعالى, فجاءت المغادرة بدون إذن فكان الابتلاء, ثم إسلام قومه بعدما حل بهم العذاب أيضاً؛ ومنه قوله تعالى: {فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} سورة الصافات-الآية ١٤٨. النعمة الثالثة: توفيق اللَّه تعالى إياه بالتوبة، وإكرامه عليه بقبولها، مع أن من حكمه ألا يقبل التوبة ممن جاءه بأس اللَّه، وأحاط به العذاب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل