الثبات - التصوف
قصيدة البردة
الإمام البوصيري
الفصل العاشر
في المناجاة وعرض الحاجات
يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَالِيْ مَنْ أَلُـــوذُ بِهِ ... سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمَمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسُولَ اللهِ جَاهُكَ بِيْ... إِذَا الْكَرِيِمُ تَجَلّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضُرّتَهَا... وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ
يَا نَفْسُ لَا تَقْنَطِيْ مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ... إِنَّ الْكَبَائِرَ فِيْ الغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّي حِيْنَ يَقْسِمُـــــهَا ... تَأْتِي عَلى حَسَبِ العِصْيَانِ فِي الْقِسَمِ
يَا رَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِيْ غَيْـرَ مُنْعَكِسٍ ... لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِيْ غَيْرَ مُنْخَرِمِ
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فِي الدَّارَيْنِ إَنَّ لَهُ ... صَبْراً مَتى تَدْعُهُ الأهوال يَنْهَزِمِ
وَأْذَنْ لِسُحْبِ صَلاَةٍ مِنْكَ دَائِمَةً... عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيحُ صَباً ... وَأَطْرَبَ الْعِيْسَ حَادِي الْعِيْسِ بِالنَّغَمِ
ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرٍ ... وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِي الْكَرَمِ
وَالْآلِ وَالصَّحْبِ ثُمَّ التَابِعِيَن فَهُمْ... أَهْلُ التُّقى وَالنَّقَا وَالحِلْمُ وَالْكَرَمِ
يِا رَبِّ بِالمُصْطَفَى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا... وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
وَاغْفِرْ إِلِي لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ بِمَا... يَتْلُونَ فيِ المَسْجِدِ الأَقْصى وَفِي الْحَرَمِ
بِجَاهِ مَنْ بَيْتَهُ فيِ طَيْبَةٍ حَرَمٌ ... وَاسْمُهُ قَسَمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقَسَمِ
وَهَذِهِ بُرْدَةُ المُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ... وَالحَمْدُ للهِ فيِ بِدْءٍ وَفيِ خَتَمِ
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّينَ مَعْ مِائَةٍ... فَرِّجْ بِهَا كَرْبَنَا يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ