حقائق عن التصوف... الورع وفضله من السنة النبوية المطهرة

الثلاثاء 04 تشرين الثاني , 2025 10:40 توقيت بيروت تصوّف

الثبات- تصوف

مما سبق (أي من تعريف الورع ومرتبه) يتضح أن الورع صفة جامعة لكل خصال الكمال

فلقد دخل الحسن البصري رحمه الله مكة فرأى غلاما من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد أسند ظهره إلى الكعبة يعظ الناس، فوقف عليه الحسن وقال: ما ملاك الدين؟ فقال: الورع

قال: فم آفة الدين؟ قال: الطمع

فتعجب الحسن منه، وقال: مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة

قال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى: ليس يدل على فهم العبد كثرة علمه، ولا مداومته على ورده، وإنما يدل على نوره وفهمه غناه بربه وانحياشه إليه بقلبه، والتحرر من رق الطمع، والتحلي بحلية الورع

وليس أدلّ على منزلة الورع، وأنه أرقى أنواع العبادة من وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: ((يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس))

ولهذا كان الورع سبيلا لنيل المنح الإلهية الكبرى، كما قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه: من لم ينظر في الدقيق من الورع، لم يصل إلى الجليل من العطاء

ولأهمية الورع، ورفعة منزلته، وعلو شأنه، وعظيم أثره، أشار إليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم في أحاديث كثيرة، نورد هنا بعضها:

١ - عن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين، حتى يدع ما لا بأس به حذرا مم به بأس))

٢ - عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع))

٣ - وروي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ثلاث من كنّ فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحلم يردّ به جهل الجاهل))

٤ - عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم وجد تمرة في الطريق فقال: ((لو لا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها))

٥ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنّا لا نأكل الصدقة، أو أنّا لا تحل لنا الصدقة))


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل