لبنان بين الدبلوماسية "المنبطحة" والميدان العزيز: ميزان القوة والكرامة

الخميس 13 تشرين الثاني , 2025 12:20 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

لم يستطع كيان العدو الصهيوني، رغم كل ما امتلكه من ترسانةٍ عسكريةٍ ودعمٍ دولي، أن يحقق أهدافه في لبنان.

فالمعارك التي ظنّ أنه سيحسمها بالنار والحديد، ما زالت تستعر على تخوم الجنوب، شاهدةً على أن إرادة المقاومة أقوى من آلة الحرب.

لقد أثبتت التجربة أن كل ما ظفرت به تل ابيب، لم يأتِ من خلال المواجهة العسكرية، بل بدأ مع اللحظة التي قرّر فيها لبنان الرسمي أن يُقابل العدوان بسياسة "التهدئة" والدبلوماسية وحدها.

المنطق والتاريخ كلاهما يقولان بوضوح: إن المرحلة التي حافظ فيها لبنان على سيادته وكرامته، واستطاع أن يصون حدوده وحقوقه، كانت حين كان سلاح المقاومة في الصدارة، لا في الظل.

ذلك السلاح الذي شكّل مظلةً ردعت العدو، وأعادت التوازن إلى معادلةٍ ظنّ الاحتلال أنه قد كسرها إلى الأبد.

أما حين غاب صوت المقاومة، وتقدّمت لغة المجاملة السياسية على لغة الموقف، بدأ العدو يتنفس من جديد، ويمدّ يده إلى ما ليس له، تحت غطاءٍ من التفاهمات والضغوط الدولية.

لبنان لا يُصان بالقرارات وحدها، بل بالمواقف.

ولا يُحترم في المعادلات الإقليمية والدولية إلا عندما يُدافع عن نفسه بقوةٍ تفرض الاحترام، لا بتوسلاتٍ تنتظر العطف.

لقد أثبتت التجربة أن المقاومة ليست خيارًا عابرًا، بل ضرورة وجودية في وجه عدوٍ لا يفهم سوى منطق القوة.

ولهذا، فإن الحفاظ على سلاح المقاومة، ليس تحدّيًا للدولة، بل هو ضمانةٌ لوجودها. فلبنان القوي ليس ذاك الذي يُرضي الجميع، بل الذي يفرض احترامه على الجميع.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل