الثبات - إسلاميات
حروب هوجاء اجتاحت الشرق الأوسط، ضربت بلداننا، تاركة وراءها الدمار والخراب، وبصيص أمل لغد يأتي ونعود، وهذا سيكون في يوم من الأيام لا محالة، غصّة وأمل وما بينهما أيام صعبة شديدة تمر، منها فقد أهل العلم والورع، والطبقة المثقفة، والوضع المعيشي المتردي، وما يرافقه من حرص الآباء على الوظيفة والعمل الدائم كي يأتي بقوت أبنائه، إلا أنّ الأمر الذي لا نكاد أن نتداركه هو ذاك المرتبط بطمأنينة القلوب، ودواء النفوس، وغذاء الروح، الكتاب الذي لا يماثله قول، ولا يضاهيه كتاب، القرآن الكريم، يصل الواحد منا إلى رتبة البروفيسور وهو لا يكاد أن يغنّ نوناً أو تنويناً، أو أن يخفيهما عند التاء، أو أن يشد مداً، ولكن السؤال لماذا؟!
هل عسانا أن نجلس ملياً ونجيب عن هذه الأسئلة، الشاب يعيش حياته بتنوعها واختلافها وطبيعتها، ويذاكر كتبه ويحفظها عن ظهر قلب ليتخرج من كليته بنسبة مئوية عالية، ويضرب اسمه الآفاق، ويصل إلى مرتبة عالية، ولكنه لا يذاكر مع هذه الكتب كتاب الله سبحانه وتعالى، وإن قرأ فلا يقرأ بتمعن وتدبر، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله: (إن لله تعالى أهلين من الناس، قالوا : يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القران أهل الله وخاصته)، ومن بعد هذا يصل إلى درجة لبس حلة الكرامة وتاج الكرامة، وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة)، ومن هنا تأتي الرفعة من عند الله سبحانه وتعالى من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)، بصفاء وطمأنينة ونقاء وهناء نصل إلى أخير الناس من خلال تعلم وتعليم القرآن الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
لنجدد الهمة، ونعزم بالسير في مسار نرتقي به، ومع العلم نصل ولكن هذا العلم كيفما كان يجب أن يكون مصحوباً بالقرآن الكريم.