دروس من الهجرة .. التخطيط وحسن توظيف الطاقات

الخميس 20 آب , 2020 12:28 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات 

 

دروس من الهجرة

التخطيط وحسن توظيف الطاقات

 

الهجرة تعلِّمنا كيف يؤدِّي التخطيطُ الجيِّد دَوْرَه في تحقيق النَّجاح، ومن أعظم أسُسِ التَّخطيط حُسْنُ توظيف الطاقات، وسلامة استغلال القدرات المتاحة

أما دور الرجال: فالصَّدِيق قبل الطريق، والراحلة تُعْلَف وتُجهَّز قبل أربعة أشهر وبِسرِّية تامَّة، وعليُّ بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُكَلَّف بالنوم في فراش النبِيِّ صلى الله عليه وسلَّم تَمويهاً على المشركين وتخذيلاً لَهم، وهو دور الفتيان الأقوياء.

وأمَّا دور النِّساء: فيمثِّله قولُ عائشة رضي الله عنها متحدِّثة عن نفسها وأختها أسماء: "فجهَّزْناهما أَحَثَّ الجَهازِ" أسرعه، والجَهاز: ما يُحتاج إليه في السَّفر، "وصنَعْنا لهما سُفْرة" الزَّاد الذي يُصْنع للمسافر "في جِراب" وعاء يُحْفَظ فيه الزاد ونَحْوه، "فقطعَتْ أسماءُ بنت أبي بكر قطعةً من نِطاقها، فربطَتْ به على فَمِ الجراب، فبذلك سُمِّيَت ذات النطاقين"؛ البخاري.

وأمَّا دور الأطفال: فيمثِّله عبدالله بن أبي بكر، قالت عائشة رضي الله عنها: "ثُم لَحِقَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأبو بكر رضي الله عنه في غارٍ في جبل ثَوْر، فكَمُنَا" اختفَيا "فيه ثلاثَ ليالٍ، يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر، وهو غلامٌ، شابٌّ، ثقفٌ" حاذق فطن، "لَقِنٌ" سريع الفهم، "فيدلج من عندهما بِسَحَر" قُبَيل الفجر، "فيصبح مع قريش بِمكَّة كبائتٍ، فلا يَسْمع أمرًا يُكتادان به إلاَّ وعاه، حتَّى يأتيَهما بِخَبَرِ ذلك حين يختلط الظَّلام" تشتد ظلمة الليل؛ البخاري.

ومِن كمال التخطيط، كان الراعي عامِرُ بن فهيرة يسلك بقطيعه طريق الغار؛ لِيُزيل آثار الأقدام المؤدِّية إليه، ثم يسقي النبِيَّ صلى الله عليه وسلَّم وصاحبَه مِن لبن غنَمِه، ومن كمال التخطيط أنِ اتَّخَذ النبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم عبدالله بن أريقط دليلاً عارفاً بالطريق برغم كونِه مشركاً، ما دام مؤتَمناً، متقِناً لعمله؛ ولذلك أرشدَهم - بِمهارته - إلى اتِّخاذ طريق غير الطريق المعهودة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل