الثبات - إسلاميات
تربية الأبناء
تربية الأبناء على القراءة
القراءة ضرورية لكلِّ إنسان، لأَّنها تساعده على الحصول على أفكار ومعلومات جديدة وحديثة بطريقة مجانية، وهي ضرورية أيضاً لتأمين حياة سعيدة ناجحة ومنتجة، والقراءة من أهم المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلّمها الطفل، وتُعتبر خطوته الأولى نحو التعليم، تتطور هذه المهارة، كما المهارات الأخرى، عن طريق التدريب الطويل المستمر. إنّ تعليم القراءة للطفل مثل تعليمه الكلام، ولكن هناك فرقاً كبيراً بينهما، فتعليم الكلام لا يتطلب إلا تواصلاً دائماً مع الطفل عبر الكلام، في حين أنّ تعليم القراءة يحتاج إلى تخصيص وقت تمضيه الأُم يومياً مع الطفل إلى أن يتقن هذه المهارة، والطفل القارئ الممتاز هو طفل واثق بنفسه، جريء، يحترم نفسه إلى حد بعيد، قادر بكلِّ سهولة على الإنتقال من ضرورة تعلُّم القراءة إلى ضرورة القراءة للتعلُّم.
فالقراءةُ هي مفتاحُ العلوم والمعارفِ، وهي الوسيلةُ الأولى للتطوير الشخصيِّ وتنميةِ الفكر، ونشر الوعي بين الناس، وبالقراءة تتفتحُ مداركُ الذهن وتنمو؛ فالأمةُ التي تقرأُ هي الأمةُ التي تسُودُ؛ فقد قال أحد المفكرين الأوربيِّين: "سُئِلتُ عمن يقودُ الجنسَ البشريَّ، فأجبتُ: الذين يعرِفون كيف يقرؤون"، وهناك وسائلُ كثيرةٌ لكي نغرسَ في أبنائنا حبَّ القراءةِ والمطالعة في الكتب والمجلات النافعةِ، وننشئَ جيلاً تكون القراءةُ جزءاً من شخصيته وكيانِه.
ومن الأفكار السيئة ارتباط الإجازةُ في عقولِ كثير من الآباء باللعب والنوم والكسل والخمول، وتربَّى الأبناءُ على ذلك، فأول ما تأتي الإجازة الصيفيَّةُ تبدو بعضُ العبارات التي يكررها الآباءُ، وقد يكونُ لها دورٌ سلبي في تعزيز المفاهيم السلبيةِ، وتنميتها لدى الأبناء.
وسائل وأساليب لتشجيع الطفل على القراءة
1- القراءة مع الطفل: مشاركة الطفل والقراءة معه هي نوع من الحميمية بين الآباء وأطفالهم، وفيها تشجيع للطفل على مواصلة القراءة والاستمتاع بها، وللقراءة مع الطفل عدة طرق منها:
- القراءة الجماعية بصوت عالٍ، فالأطفال يحبون القراءة بشكل جماعي، وهي فرصة لتعديل أخطاء القراءة بطريقة لبقة.
- القراءة المتبادلة، يقرأ الطفل بعض الجمل، ثم تقرأ أنت بعده أو العكس، وهذه الطريقة يحبها الطفل؛ لأنها تشعره بنوع من الأهمية والتقدير.
2- مكتبة الطفل: المكتبة أداة مهمة في تعويد الطفل على القراءة، ولمكتبة الطفل شروط، منها ما يلي:
- أن توضع في مكان واسع ومريح يستوعب مجموعة من الأطفال، وأن تصمم بشكل جذاب ومحبب للطفل.
- أن يتم تجديد الكتب أولاً بأول، ويتطلب ذلك زيارات دورية للمكتبات.
- توفير أقلام ووسائل وسبورة وأوراق ومراسم وكروت وبطاقات، وطاولة وكراسي، وسماعات للأذن وغيرها من التجهيزات.
- مشاركة الطفل سواء في أخذ رأيه في التأثيث، أو التصميم لأنَّ هذه المكتبة له شخصياً وليست لأحد غيره.
3- جعل القراءة متعة لا التزاماً: يجب أن يتذكر الوالدان دائماً أن القراءة ينبغي أن تكون تجربة ممتعة بالنسبة للطفل، وليست فرضاً أو التزاماً روتينيّاً.
4- القدوة في القراءة: من المهم أن يكون الوالدان قدوة جيدة لطفلهما، حيث سيدرك الطفل أنَّ القراءة شيء مهم في حياة الإنسان عندما يرى أباه وأمه يقرآن بشكل مستمر في المنزل، وعلى الوالدين أن يقترحا القراءة كنشاط يمكن أن يقوم به الطفل أثناء وقت فراغه.
5- إنشاء مجموعة القراءة للصغار: يمكن أن يقوم المربي باختيار مجموعة من الأطفال المتقاربين سنّاً من أبناء حيّه، ويختار لهم كتباً مصورة مشوقة، ويقوم بتوزيعها عليهم، وليس شرطاً أن يقوموا بقراءة الكتاب بتعمق، بل يكفي أن يتصفَّحوه بقراءة سريعة، ثم يكون اللقاء بعدها حيث يتولى مدير الجلسة سرد القصة بشكل عام، ومناقشة الصغار حول شخصياتها، وحول المواقف المختلفة فيها ودلالاتها، وسؤالهم عما أعجبهم وما لم يعجبهم، وعن كيفية الاستفادة من القصة في حياتهم الشخصية.
ويستحسن في مجموعة القراءة للصغار، أن يخصص وقتاً للألعاب والمسابقات على هامش الكتاب، وذلك لإمتاع الأطفال وزيادة تعلقهم بعالم الكتب والقراءة، وكذلك يستحسن أن تقترن الجلسة بتوزيع الحلوى أو اللُعب، بحسب الفئة العمرية للمشاركين.
6- اصطحاب الطفل للمكتبة: مهما كانت أشغال الأب وارتباطاته فينبغي أن يحدد يوماً أو يومين في الشهر للذهاب إلى المكتبة، والذي ينبغي التنبيه عليه: أن يكون الذهاب إلى المكتبة رحلة ممتعة للطفل، وأن يجعل في طريق الذهاب أو العودة ارتباطاً شرطيّاً محبباً للطفل، كأن يشتري (الآيس كريم) المفضل للعائلة، أو يذهب إلى أماكن ترفيه محببة للطفل.
7- تشجيع أي بادرة نحو القراءة: البدايات دائماً صعبة، فإذا وجدت الطفل يقترب من الكتاب، ويحاول أن يقرأ، فأظهر ابتهاجك بذلك، واحتفل به، واستمع إليه وهو يقرأ، وإذا رأيته يخطئ فلا تصحح له أخطاءه، حتى يشعر بمتعة القراءة أيّاً كانت، ولكي يحس أن من حوله يستحسنون أي جهد يبذله من أجل القراءة.
8- القراءة للطفل ومعه بحب وعطف وحنان: إن ابن الثالثة يشعر بالدفء والأمان حين تضعه والدته في حجرها، وتبدأ بالقراءة له.