الثبات - إسلاميات
تربية الأبناء
الغيرة عند الأطفال
أولاً: مظاهر الغيرة عند الطفل
تعدّ الغيرة من الأمور الطبيعية التي تتولد عند العديد من الأشخاص خاصةً الأطفال وذلك نتيجة عناية الوالدين الزائدة بمولود غيره، الأمر الذي يدفعه للتصرف بعصبية، وعنف، مما يزيد الضغط على الأهل؛ حيث تزداد مسؤولياتهم تعقيداً، لذلك لا بدَّ من التعامل مع الأطفال بحذر، وتجنب التمييز بينهم، تجنباً للعديد من المشاكل خاصةً الغيرة الزائدة، وفي هذا المقال سنعرفكم على كيفية التعامل مع غيرة الأطفال ومظاهر غيرة الأطفال تظهر مشاعر الغيرة عند الأطفال على شكل العديد من التصرفات المصطنعة؛ حيث يقومون بالتمثيل بحب المولود الجديد، فيقبلونه، ويضمونه، على الرغم من أنهم يشعرون بالرغبة الشديدة في ضربه، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ هذه الحركات تكون في الغالب هي حركات عفوية، وقد تكون مقصودة، يعبر الطفل عن غيرته عن طريق العناد، والبكاء المستمر دون وجود أسباب واضحة، القيام ببعض التصرفات التي تهدف إلى جذب انتباه الآخرين، مثل: النوم في سرير الطفل، أو العودة إلى شرب الحليب من الزجاجة، أو مص الأصبع، أو التحدث بأسلوب طفولي، أو البقاء في حضن الأم خاصةً عند محاولتها حمل الصغير.
ثانياً: أسباب تؤدي لانفعال الغيرة تتعلق بالطفل نفسه
-الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس وهذا ما يدفع الكثير من الأطفال للغيرة من كل المحيطين بهم من أطفال آخرين وكبار أيضاً.
-الخوف من فقدان المكانة أو المركز في المحيط: فالطفل اعتاد أن يتمتع بمكانة وميزات معينة وعند شعوره بأن هناك شيء ما سوف يهدد مكانته من الطبيعي أن يشعر بالغيرة والانزعاج.
-شدة الأنانية عند بعض الأطفال وحب التملك والاستئثار بالرعاية والاهتمام؛ فالكثير من الأطفال يرغبون أن يكونوا محور اهتمام ومديح وإطراء الجميع ولا يريدون أن يروا غيرهم يتمتع بهذه الميزات.
ثالثاً: أسباب موضوعية تتعلق بالبيئة الخارجية والمحيط
-قدوم مولود جديد إلى الأسرة.
-ظروف الأسرة الاقتصادية: فبعض الأسر لا تستطيع تأمين الكثير من احتياجات طفلها بينما يلاحظ هذا الطفل وجود ما ينقصه عند رفاقه وزملائه وهنا سوف يشعر بالغيرة.
-تفضيل بعض الأطفال على الآخرين: مثل تفضيل الذكور على الإناث أو العكس أو تفضيل الابن الأكبر أو الأصغر.. الخ.
-مقارنة الطفل بأطفال آخرين: وبعض الأهل يرتكبون هذا الخطأ اعتقاداً منهم أن هذه المقارنة سوف تحفز الطفل على المنافسة والتقليد، ولكن هذه المقارنة كثيراً ما تأتي بنتائج عكسية على شخصية الطفل وثقته بنفسه.
-كثرة الحديث عن أحد الأطفال وتوجيه المديح له.
رابعاً: بعض النصائح لمعالجة الغيرة لدى الأطفال
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتشجيعه على النجاح.
- تجنّب عقاب الطفل ومقارنته بغيره أو المفاضلة بينه وبين إخوته، بل تقديره وتعزيز روح المنافسة الشريفة لديه.
- تشجيع الطفل على التعبير عن انفعالاته بشكل متزن.
- إشباع حاجة الطفل الغيور بالمزيد من الحب والحنان المتوازن، مع الاهتمام بوجوده وتقديره.
- إشراك الطفل في نشاطات اجتماعية ورياضية، وتعويده على تجنب الأنانية والتمحور حول الذات، وتوضيح واجباته وحقوقه.
- المساواة في المعاملة بين الذكر والأنثى من الأبناء، لأنّ التفرقة تولّد مشاعر الغيرة لدى الإناث والغرور لدى الذكور، مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية عليهم في المستقبل.
أخيراً:
إن الأُسرَ التي تُبنى على معاني الحُب ويغمرها الدفء العائلي – ولو كان عفوياً - تستطيع بإذن الله تعالى من تجاوز تلك العقبة النفسية بكل يُسر وسهولة، بل وتجعلها تجربة ماتعة وثرية لجميع أفرادها.