الثبات - إسلاميات
الحياة الزوجية .. حقوق و واجبات
من حق الزوجة على زوجها:
الإنفاق: هذه من الواجبات الأساسية التي يجب على الزوج تأمينها لزوجته، وهي تقوم على المسكن والمأكل والمشرب والملبس والطبابة، وبهذا يحفظ زوجته من الحاجة، لتشعر بالسعادة في بيتها الزوجي، إلّا أنّ الشباب في زماننا هذا لم يعودوا يشعروا بحس المسؤولية، لتتحول الزوجة إلى سلعة تشترى وتباع وترمى إذا اقتضت الحاجة، وبهذا تموت الرجولة، وتنعدم الكرامة، ويفنى الإحساس، ويتلاشى الشعور بالأمان، وتصفر الدنيا بوجه الزوجة وكأنّ خريفاً قطن في بيتها الزوجي، وبعد هذا ينتقل الزوج إلى المساومة، أي إذا لا يعجبك هذا فلك بيت أهلك وهذا مالم يسمح الشرع الحنيف، ولا حتى الأخلاق.
الاحترام والوفاء: الزوجة مكونة من جسد وروح، ولها مثلما عليها، وأنت كزوج تريد من زوجتك الاحترام، ولهذا فعليك احترامها، بينك وبينها، وأمام المجتمع الذي تعيشون به، والإقلال من احترامها يشعرها بكسر لا يجبر، يشعرها بأنها آلة تستعمل عند الحاجة فقط، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم:[استوصوا بالنساء خيراً]، احترام المرأة واجب على الرجل، في جميع الأوقات واختلاف الأماكن، وأما بالنسبة للوفاء فهذا حق أساسي، ولا يمكن للرجل خيانة زوجته، وهذا ما يدعوا إلى الفور فيما بعد وقد يصل إلى الطلاق في بعض الأحيان.
المعاشرة: احترام الزوجة لا يقتصر فقط على الثناء عليها أمام الناس او بشكل شفهي، فالأمر يتضمن كذلك العلاقة الحميمة، بأن يشعرها الرجل بأنوثتها وجمالها، ويكون ودودا معها.
السعي لإصلاحها في حالة أساءت: كل إنسان من الممكن أن يخطئ، ومن حق الزوجة على زوجها أنها إذا أخطأت فعليه ان يساعدها على فهم الامور بشكل صحيح دون أن يعنفها أو يهينها، وأن يكون صبورا معها ويتحملها.
ويتحقّقُ في الأسرة الوئامُ وتتوفّرُ السّعادةُ إذا ما عرف كلُّ طرفٍ فيها حقوقهُ وواجباته، وأبدى استعداداً في تحقيق التّآلف من خلال التزامه بدوره الإيجابيّ السّليم، وتحمّل دورهُ ومسؤوليّته تجاه الآخر، فتتوفّرُ بذلك سعادةُ الزّوجيّة، وتكتملُ فيهمُ المودّةُ وتغمُرُهم رحمةُ التّشارُك والمحبّة، ولكلا الزّوجين حقوقٌ يُؤدّيها شريكُه بأفضل ما يُمكن؛ لاستمرار النّهج السّليم في المُعاشرة الطيّبة، ومن حُقوق الزّوج على زوجته:
- طاعتُهُ في أمره وشؤون بيته: وتكونُ الطّاعةُ فيما يتّفقُ مع مرضاة الله وأوامره، فلا تكونُ الطّاعةُ في سخط الله وغضبه ومُحرّماته، ومن وجوه طاعة الزّوج تلبيتُه إذا دُعاها لفراشه، والسّفر معهُ والتّرحالُ ما لم يكن منفياً حين العقد عليها، ولُزوم بيته ما لم يأذن لها الخُروج، واستئذانه في صوم النّوافل حتّى لا يتأذّى لحاجته.
- حفظُهُ في ماله ونفسها: وهذا الحقُّ من صلاح المرأة وحسن دينها وخُلُقها، وفيه وصفٌ رقيقٌ في آيات القرآن الكريم إذ يقول الله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ) سورة النساء-الآية 34، في الآية إشارةٌ لحقّ الزوج على زوجته في الطّاعة وحفظ نفسها وماله حال غيابه، ويدلُّ التزامُها بذلك الحقّ على استقامتها وخيرها وديمومة طاعتها، ويترتّبُ على ذلك عونُ الله لها وتوفيقه وحفظها من المعاصي والآثام؛ لما ظهر من حُسن مُعاشرتها وصفاء نيّتها واستقامتها.
- الخدمة والقنوت: وخدمة الرّجل في منزله من صور طاعة الزّوجة وقنوتها، وقنوتُها يكونُ بحبس نفسها على غيره مطلقاً، فلا يُشغلُ قلبُها وعقلُها ووقتها بغيره، وتفانيها في كسب رضاه فيما أحلّ الله وأوجب، وأن يكون زوجُها أهمُّ ما يشغلها وأوّله، وفيما بعدهُ أهلها بعد إذنه، وفي ذلك أنّها موقوفةٌ عليه وحده وهي بذلك قانتةٌ صالحة.
- اهتمام الزّوجة بنفسها والتزيُّن والتجمُّل لزوجها: فتكونُ في بيته ملكةً تسرُّه إذا نظر إليها، قال رسول الله:(خيرُ نسائِكم من إذا نظر إليها زوجُها سرَّتْه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه).
- فيلزمُ عليها بذلك التطيُّبُ والتجمُّلُ بما يجعلها حسنة المنظر والمظهر، ثمّ تولي نفسها وبيتها وأولادها اهتماماً يرضيه، ولا تُطالبه بما لا يُطيقُ ولا يحتمل، ثمّ إن كان منهُ أذى فإنّها تصبرُ على أذاه، فتكونُ قد أوفته حقّهُ ولزمت الخير وعملت به.