أسماء الله الحسنى .. أسرار ومعاني اسم الله "العزيز"

السبت 11 نيسان , 2020 01:38 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

أسماء الله الحسنى 

 اسم الله "العزيز"

 

المعنى اللغوي:

المعنى الأول: مأخوذ من الفعل (عزَّ) أي ندر وجوده أو لا مثيل له، وعلى هذا فمعنى العزيز الذي لا مثيل، ولا مشابه له .

المعنى الثاني : العزيز هو الغالب الذي لا يُغلب.

المعنى الثالث: العزيز هو القوي الشديد.

إذن فمعنى اسم العزيز: القوي الغالب الممتنع فلا يغلبه شيء ويحتاج العباد إليه في كل شيء، واسم الله العزيز تتجلى فيه العديد من الصفات منها القوة والقدرة والقيومية

 

العزيز في القرآن :

وإذا كانت العزة تعنى القوة والغلبة .. فإنَّ ذلك لا يعني أن عزته تبارك وتعالى مبنية على الظلم ، بل وصفها بالحكمة حتى لا يظن أحد أنها عزة بطش أو ظلم واستكبار فقال تعالى : {وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

فهو سبحانه عزيز حكيم: فهو عزيز بحكمة ولله المثل الأعلى، فقد يكون الإنسان عزيزاً فتؤدي به عزته إلى التهور والظلم أحياناً، فيتصرف بعنف ويفسد، لكن الله سبحانه عزيز حكيم، فكل تصرفاته حكمة .

وعزته موصوفة بالرحمة: كما في قوله تعالى : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ}.

فهو سبحانه عزيز رحيم : فهو عزيز لكن برحمة ولله المثل الأعلى، قد يكون الإنسان عزيزاً (بمال أو منصب أو قوة ) فيصبح قاسياً غليظاً، لكن الله سبحانه عزيز رحيم.

وعزته موصوفة بالمغفرة: كما في قوله تعالى : {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّار}.

وموصوفة بالعلم: كما في قوله تعالى : {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}.

وموصوفة بالقوة: قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

 

والعزة  بحق الله تعالى متضمنة لأنواع ثلاثة:

1- عزة القوة: الدال عليها من أسمائه القوي المتين.

2- عزة الامتناع: فإنَّه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد، ولا يبلغ العباد ضره فيضروه، ولا نفعه فينفعوه، بل هو الضار النافع المعطي المانع.

3- عزة القهر: والغلبة لكل الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته، منقادة لإرادته، لا يتحرك منها متحرك إلا بحوله، وقوته.

 وهو العزيز فلن يُرام جنابه ... أنى يُرام جناب ذي السلطان

وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيء هذه صفتان

وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان

وهي التي كملت له سبحانه ... من كل وجه عادم النقصان

 

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولًا: الإيمان بالله - عز وجل -، وأن من أسمائه: العزيز الذي لا يُغلب، ولا يُقهر، يعطي الشجاعة والثقة به سبحانه، لأنَّ معناه أنَّ ربه لا يُمانع، ولا يرد أمره، وأنه ما شاء كان، وإن لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن وإن شاؤوا.

ثانًيا: أن العزيز في الدنيا والآخرة هو من أعزه الله، قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فمن طلب العزة فليطلبها من رب العزة، قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}، ومع عظم الطاعة تزداد العزة، فأعز الناس هم الأنبياء، ثم الذين يلونهم من المؤمنين المتبعين لهم.

ثالثًا: سؤال الله تعالى، والتضرع إليه بهذا الاسم العزيز، روى الترمذي في سننه من حديث أنس رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وتراً".

رابعاً: من أسباب العزة والرفعة العفو والتواضع، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".

فمن عفا عن شيء مع مقدرته على الانتقام، عظم في القلوب في الدنيا، وفي الآخرة يعظم الله له الثواب، وكذلك التواضع رفعة في الدنيا والآخرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل