الثبات - اسلاميات
أهمية زرع الاهتمام بقضايا الأمة في أولادنا
الزهرة لكي تنمو وتزدهر براعمها، علينا أن نلقي بذورها بطريقة صحيحة، فنحصد زهرة تشع جمالًا، ذات رائحة ليس لها مثيل، فتتفرع أوراقها.
وعلى العكس، إن ألقيتَ البذور بطريقة خاطئة وكنت مهملًا في رعايتها؛ فستحصد زهره ذابلة ليس منها فائدة أو نفع، لا لك أو لغيرك.
هكذا هو حال غرس القيم الأخلاقية بداخل الأبناء، فكثيراً ما ينشغل الآباء والأمهات عن غرس القيم والأخلاق بداخل أبنائهم، تاركين لهم تتبُّع عادات وتقاليد ليس لنا أي علاقة بها، ولو تدارك الأبوان أن ترسيخ القيم الأخلاقية في وقت وسن مبكرة، سيكون أسهل بكثير داخل نفوس الأبناء؛ لأن أجهزة الاستقبال لدى الأبناء ستكون مهيَّأة، فإن أردت إلقاء بذورك فيها، فستجد أن مستوى الذكاء لديه من أعلى ما يكون في هذه السن المبكرة، وكذلك لأن عقله الصغير خاوٍ، ولم يمتلئ بعدُ بكثرة تفكيره في كل ما يحيط به، فسيكون هذا الوقت وهذا العمر الصغير من أسهل ما يكون للبدء بتثبيت القيم الأخلاقية لدى الأبناء.
ومن أهم ما يمكن غرسه في الشباب في هذه المرحلة الدعوة إلى الله.
بمعنى أن يحملَ الشاب والفتاة همّ دينه، همَّ أُمّته، همَّ مجتمعه، همَّ أسرته، همَّ أصحابه، همَّ العالم أجمع؛ ليوصل لهم حقيقة الإسلام، ليدعوهم إلى الخير؛ ليحمل لهم سعادة الدارين؛ ليوصل لهم عزّ الدنيا والآخرة؛ ليكون نائباً عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- أن يحملَ ابنُ هذه المرحلة همَّ أمته؛ ليساعدَ في تخفيف أرقام الأميّة فيها؛ وليزيدَ الأخلاق في أبنائها؛ وليساعدَ في نهضتها الاقتصادية والعلمية؛ وليدعمَ صحة أفرادها ونماءَهم؛ ليؤلفَ بينهم ويجمع؛ وليدافع عن مقدساتها وحرماتها.
- أن يحملَ ابنُ هذه المرحلة همَّ أسرته؛ ليأخذَ بيد زوجه بمودة ورحمة؛ وليخفضَ لوالديه جناح الذلّ من الرحمة؛ وليبذلَ لأولاده وإخوانه الهدى والرشاد؛ لينشرَ الصلة بين أرحامه والبر بين أقاربه.
- أن يحملَ ابنُ هذه المرحلة همَّ أصحابه؛ ليحنو على العاصي منهم، ويدُّلَه على درب الله، ويعين الطائع فيهم ليزدادَ طاعة لله.
- أن يحملَ ابنُ هذه المرحلة همَّ هذا العالم المسكين الذي أعياه سباق التسلح، وطحنَتْه الفلسفات المادية الوضعية، وسحقَتْه سياسة الأنا، وألقَتْه الإباحية إلى التهلكة.
- يمكننا تهيئة الشاب ليكون داعية بأن نقدم له أربعة أمور:
1- التهيئة النّفسيّة: باطّلاع الشاب على الواقع المؤلم للمسلمين، وعلى صراع المبادئ والأفكار في العالم، وعدم قدرتها على إسعاد الناس، وبرسم صورةٍ واضحةٍ عن الإسلام، وأنَّه الحلُّ الأسلمُ لجميع مشكلات العالم،
2 – التّهيئة الإيمانية: بربط الشاب بذكر الله، وقراءة القرآن، ودراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم باستمرار، وبإظهار فضيلة الدعوة إلى الله تعالى، فأمّةُ الدعوةِ هي خيرُ الأُمم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
3- التّهيئة العلميّة: بتزويد الشاب بالمراجع العلمية والفكرية التي يحتاجها في عمل الدعوة، وببيان الأصول المتَّبعة في تبليغ الدعوة: وهي: (العلم والرفق والتدرج والصبر) فلا دعوة إلى الله تعالى بجهل ولا بعنف ولا بتسرع ولا بجزع.
4- التّهيئة العمليّة: بأنْ نسلكَ به على يد مرشدٍ يدرّبه ويعلّمه أساليبَ الدعوة وفنونها، ويهيّئ له صحبةً مع مجموعةِ دعاةٍ مخلصين عاملين، يشاركُهم في جِلْساتِهم وبرامجهم الدعوية من خُطبٍ أو كلماتٍ أو تربيةٍ أو نشاطاتٍ.