الثبات ـ إسلاميات
الانتحار: هو إزهاق النفس البشرية وقتلها مباشرة جراء عارض اعترضه من قبل الشخص نفسه.
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على هذه الأرض، وأعطاه الروح وأمنه عليها، فالواجب عليك أيها الإنسان أن تحفظ الأمانة، وألا تفرط فيها كيفما كان، وتنتظر قدرك كيفما كان، وتؤمن به وتعد له من الأعمال الصالحة، لتلقى الله سبحانه وتعالى وهو راض عنك، وتفوز بجنته التي أعدها للطائعين.
الإنسان مبتلا بأنواع ابتلاءات تتراوح شدتها بحسب كل شخص، وما علينا نحن تجاه هذه الابتلاءات إلا الصبر والاحتساب عند الله سبحانه وتعالى، فلعلها تكون تكفير خطايا، أو رفع درجات، الأيام لا يوجد اليسر الدائم، ولا يغلب عليها العسر المقيت، إنما هي متقلبة ما بين يسر وعسر، وما عليك أيها الإنسان سوى الحمد والثناء لله سبحانه وتعالى على السراء والضراء، الإنسان قادر على تمثيل الاتزان بشتى أنواعه، وقادر على استيعاب الأزمات بقدر قوتها، إننا اليوم نعيش أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة، ونحاصر من قبل قوى الشر المطلق أمريكا وإسرائيل للتنازل عن مبادئنا وقيمنا ومقدساتنا، إلا أننا نؤمن بفرج الله سبحانه وتعالى ونصره المؤزر المحقق بإذن الله، فالصبر الصبر والدعاء الكثير مصحوباً بالعبادة الصحيحة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حثنا على ذلك في الأيام الصعاب الشداد، وهذا ما كان منه صلى الله عليه وآله وسلم عندما حوصر في المدينة المنورة في غزوة الخندق، حوصر هو وصحابته رضوان الله عليهم لأسابيع، حتى نفذ منهم كل شيء من طعام، ولم يبق شيء ليأكلوه، فما كان منهم إلا ربط بطونهم بالحجر، والدعاء بالفرج، ليأتي بعد الامتحان بريح صرر عاتية سخرها الله سبحانه وتعالى على المشركين المحاصرين المدينة، رافعاً بذلك البلاء عن المسلمين.
الانتحار حرام قطعاً في الشريعة الإسلامية الغراء، وهذا لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [ مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ - ثُمَّ انْقَطَعَ عَلَىَّ شَىْءٌ خَالِدٌ يَقُولُ - كَانَتْ حَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا].