الثبات - التصوف
ترجمة فضيلة العالم المربي
الشيخ محمد أديب حسون
الشيخ العلامة محمد أديب حسون بن محمد حسون، وُلد في قرية ياقد العدس(1913).
كان والده معلماً للقرآن في القرية وكان رجلاً مضيافاً، ترك والد الشيخ القرية ونزل إلى المدينة (حلب) حيث أخذ وظيفة مؤذن في جامع حمزة بك الذي كان السيد الوالد إماماً فيه.
وقد توفي والده في شهر رمضان عام (1967) عن عمر يناهز التسعين.
حياة الشيخ في اسرته:
كان استيقاظ الشيخ رحمه الله قبل منتصف الليل أو في منتصفه وكان استيقاظ أفراد الأسرة عند صلاة الفجر حيث يذهب الشيخ إلى المسجد، ثم يعود بعد طلوع الشمس، ليتلقى الأولاد جزءاً من القرآن أو درساً في الفقه، أو الحديث، أو النحو، أو التوجيه، حتى تحين ساعة توجه الشيخ إلى المدرسة للتدريس، وأحياناً يكون ذلك بعد الساعة العاشرة صباحاً، إذ كانت دروسه في المدرسة صباحية، والجدير بالذكر أن الشيخ كان يدرس في ثلاثة مدارس شرعية: ( الكلتاوية، والخسروية، والشعبانية)، وكانت تبلغ حصص التدريس في اليوم الواحد أكثر من عشرة دروس لأنَّ الدوام كان في المدارس من الصبح إلى العصر.
المنشأ العلمي:
التحق بالمدرسة الشعبانية أولاً مدة سنة ونصف، ولم تكن المدرسة منظمة بل كان يحضر الدروس خارجها، والشيخ الأول له هو: الشيخ الشهيد، من أهالي صرمدا، وكان رحمه الله في الإسماعيلية إماماً، يدرس من يأتي إليه رحمه الله، رحمة واسعة، فقد كانت مدة دراسته عليه نحو السنة، فاستفاد من خلقه وتواضعه، ودرس عليه: مبادئ الفقه والنحو والصرف.
ومن ثم التحق بالمدرسة الخسروية، درس فيها سنين على أساتذة كرام الرحلة في طلب العلم.
لم يهيأ له السفر إلى مصر، أو غيرها لإتمام الدراسة، للموانع الكثيرة، ولكن بحسب ما وضعه الله تعالى في قلبه من محبة العلم ثابر على المطالعة والمراجعة والتدريس العام المجاني في جامعي حمزة بك، وأسامة بن زيد وغيرهما نحوا من خمسين سنة.
التربية الروحية:
منَّ الله تعالى على الشيخ رضي الله عنه، وهو في بداية طلبه للعلم، أن أخذ الطريق، على الشيخ أبي النصر الحمصي، طيب الله تعالى ثراه، وواظب على ورد السادة النقشبندية سنين طوالاً، فأفاده ذلك أثراً كبيراً في المثابرة على العلم، والبعد عن السفاسف، وبعد وفاة الشيخ أبي النصر قدس الله روحه، التحق بالمريد الأول عنده الشيخ محمد النبهان وكان معه ولازمه أكثر من ثلاثين سنة حتى انتقل إلى رحاب الله تعالى.
التصوف:
وقد كانت أكثر دروس العلم التي يقرؤها يتضمن هذا العلم وكان من الكتب التي قرأها عليه الطلاب:
ـ إيقاظ الهم وقد قرأ أكثره لطلاب علم هم الآن في مراكز الإدارة والتوجيه، وقرأ: المنن، والعهود، للشعراني، وكانت أثاره تظهر على تصرفات الشيخ رحمه الله، وكلماته، وأحواله، لشدة تأثره بالشيخ الشعراني.
وقرأ الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي رضي الله عنه، بل قرأ أكثر كتبه المطبوعة، وكان يقرأها ويتخلق بها ويتذوقها عملاً وتحققاً، وكان يقول: "طالب العلم كلما ازداد علماً ازداد معرفة بحاجته إلى العلم أكثر".
من الآثار العلمية:
- أول رسالة كتبها في أعمال الحج، كتبت بشكل يستفيد منه العموم، افعل كذا، لا تفعل كذا، وأتبعها برسالة علمية تبين كل حكم من أحكم الحج، مع دليل باسم إرشاد الطائعين لزيارة البلد الأمين.
- رسالة الأخوة الإسلامية وحقوقها كتبت بسبب منافسة بين إخوة في الإيمان .
- رسالة أوراد الصباح وهي مرتبة بما ورد في الصباح، من الأذكار من الآيات والأحاديث، وهي منتشرة وجيدة.
- مختصر العهود المحمدية للشعراني بما يتلاءم وزمننا، وهو كتاب نفيس للتوجيه إلى الخير.
-شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري.
- النوافح المسكية من الفتوحات المكية.
-ترجمة الشيخ النبهان قدس الله روحه.
وكان الشيخ يتوجه لطلاب العلم بالكلام: "اطلبوا العلم جميعا لنصرة الدين، وللخروج من الجهل، وسلوا الله أجركم".
وفاته رضوان الله عليه :
توفي رحمه الله ليلة الاثنين 28/6/1429 الموافق لـ 2/6/2008 ودفن بعد صلاة العشاء في جامع أسامة بن زيد.
رحمه الله تعالى وأكرم مثواه وأسكنه فسيح جنانه
المصدر:
الصفحة الرسمية لسماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون
مفتي الجمهورية العربية السورية