الثبات ـ إسلاميات
إن أصابتك ضرَّاء صبرتَ فكان خيراً لك، وإن أصابتك سرَّاء شكرتَ فكان خيراً لك، والإنسان في دنياه بين ضُرٍّ وعافية، فإن لم يكن هذا الإنسان ذا إيمان بالله راسخ: إن مسَّه الضُرُّ كَفر، وإن أصابه السُّرور بَطر، وشتَّان ما بينهما فالصَّابر الشَّاكر مُتوازن وواقعي، والكافر البَطِر مُضطَّربٌ قلق ولا واقعي، ونعود للأول لنراه في كل أحواله راضياً في الصبر وراضياً في الشُّكر، ومرضياً من قبل الرحمن في حالتيه، أما الثاني فساخط في سائر الأحوال إن كان كافراً أو بطراً.
أقول هذا متوجهاً إلى نفسي وإخوتي والمسلمين قائلاً: الرِّضى الرِّضى، وإيَّانا أن نفهمَ أنَّ الرضى يعني الكسل والاستسلام، بل الرِّضى تسليم الزِّمام لصاحب القضاء مع القيام بالواجبات كلها التي تستلزمها الحال التي ألمت بنا: (وقل اعملوا) ما أُمرتم بعمله، والنَّتائج المترتبة على العمل الجاد المشروع مقبولة تتأرجَحُ بينَ صبرٍ وشُكر، وفي النِّهاية من صَبَر شَكَر ومن شَكَر صَبَر، أمران مُتلازمان كَمَن بَرد فاستدفأ أو أَصَابه حَرٌّ فاستبرَد، فلا هُو في القّرِّ ينتظر الحَرَّ، ولا هو في الحَرِّ ينتظر القَرَّ، لأنه اتَّخذَ الأسباب المشروعة في كلا الحالتين.