الثبات - إسلاميات
الإمام العارف بالله أحمد البدوي رضي الله عنه
سلطان الأولياء العارف بالله الإمام أحمد البدوي رضى الله عنه .. نسبه المحمدي الشريف:
لقد حقق أعلام المؤرخين كالمقريزي والمرتضى الزبيدي نسبه بأنه مولانا السيد أحمد بن السيد على البدوي بن السيد إبراهيم بن السيد محمد بن السيد أبى بكر بن السيد إسماعيل بن السيد عمر بن السيد على بن السيد عثمان بن السيد حسين بن السيد محمد بن السيد موسى بن السيد يحيى بن السيد عيسى بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد حسن بن السيد جعفر بن السيد على الهادي بن السيد محمد الجواد بن السيد على الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد على زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين بن سيدنا الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود سيدنا محمد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
مولده ونشأته
ولد رضي الله عنه بمدينة فاس بالمغرب الأقصى سنة 596 هـ وبها نشأ في أحضان أسرته الشريفة فحفظ القرآن الكريم وأخذ في التفقه أولاً على مذهب الإمام مالك رضى الله عنه وشرع في دراسة العلوم الشرعية على منهج أهل السنة والجماعة على والده على البدري وشقيقه حسن الأكبر .
ثم ارتحل بأسرته إلى مكة المكرمة سنة 603 هـ فدخل مكة وهو في الحادية عشرة سنة 607 هـ فأتم نشأته المباركة في رحاب البيت الحرام بإجادة حفظ القرآن الكريم بالقراءات السبع واشتغل هناك بالسنة وبالفقه على مذهب الإمام الشافعي رضى الله عنه وتعلم الفروسية فكان أشجع أهل مكة، واعتراه الزهد منذ نشأته فعرف بأحمد الزاهد. ولبس اللثامين وأقبل على الله تعالى بالعبادة. وتسلك على الشيخ بري من أتباع القطب الرفاعي رضى الله عنه ، ولزم الخلوة بجبل أبى قبيس ولازم الصيام .
ارتحاله إلى العراق ثم مصر
في سنة 633 هـ بدأ برحلته إلى العراق لعدة مقاصد منها زيارة آل البيت والأولياء ولقاء القطبين الجيلاني والرفاعي رضى الله عنهما، ثم عاد الإمام البدوي إلى مكة وظل يترقى في الولاية حتى حصلت له الجمعية على الحق تعالى فاستغرقته إلى الأبد.
وفى سنة 634هـ أُمِر العارف الإمام أحمد البدوي رضى الله عنه بالتوجه إلى مصر وقيل له (سر إلى طنطا فإنك تقيم بها وتعطى، وتربى بها فتياناً يجيء منهم رجال وأي رجال) في حياته أمثال عبد العال وعبد الرحمن وعبد المجيد وعبد المحسن وعبد الوهاب الجوهري.. وبعد وفاته أمثال الإمام الشعراني، كلهم أصحاب رأس مال روحي، أي أولياء الله.
تأسيس جامعة الدعوة الأحمدية
ودخل أبو الفتيان طندتا سنة 635هـ وأقام فيها أربعين سنة حتى وفاته سنة 675هـ وفيها كان تأسيس (جامعة الدعوة السطوحية الأحمدية) كما تحدث عنها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه عن السيد البدوي فكانت جامعة للعلم والسلوك الصوفي، وتخرج منها أئمة الدعاة الأولياء ينشرون أنوارها في أقطار العالم الإسلامي.
وفى مقر (جامعة السطح) استقبل القطب البدوي علماء الإسلام ومنهم العلامة عبد العزيز الدريني وقاضى القضاة شيخ الإسلام ابن دقيق العيد وأذعنوا لولايته وإمامته بعد أن قصدوا اختباره وظهر لهم بعرفانه وتحققه ووصفوه بأنه (بحر لا يدرك له قرار)!! فتتلمذوا على يديه وصاروا من أتباعه.
مبادئ مدرسته:وقد أعلن دستور طريقته الأحمدية بقوله (طريقتنا هذه مبنية على الكتاب والسنة والصدق والصفاء وحسن الوفاء وتحمل الأذى وحفظ العهود). فعلى هذه المبادئ السامية تربى فحول الأولياء كالشيخ عبد المتعال الأنصاري والشيخ عبد الوهاب الجوهري، وأرسل الأولياء ليحيوا الدين بربوع مصر ويدلون الخلق على الحق كالشيخ إسماعيل الإمبابي بالجيزة، فلا عجب أن أحبه الناس.
مشاركته في الجهاد ضد التتار والصليبيين:
من الحقائق التاريخية الموثقة بالمصادر العلمية المعتمدة أنَّ الشيخ أحمد البدوي رضوان الله تعالى عليه قد شارك برجاله في صد هجوم التتار وكذا في الحروب الصليبية كما ذكر الدكتور محمد أبو ريان في كتابه الحركة الصوفية في الإسلام وكما رصدته رسالة الماجستير عن خلفاء السيد أحمد البدوي ودورهم السياسي والحضاري في العصر المملوكي للباحث سالم الرفاعي وكما ذكر في غير ذلك .
كرامات القطب البدوي
لقد اشتهر العارف الإمام أحمد البدوي بالعديد من الكرامات ومنها ما رواه أمير المؤمنين في الحديث الشريف الحافظ بن حجر العسقلاني وتلميذه الحافظ السيوطي أن امرأة أسر الفرنج ولدها فلاذت به فأحضره الله تعالى إكراماً له في قيوده على رؤوس الأشهاد.
ومن صيغه اللطيفة في الصلاة على النبي
"اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد شجرة الأصل النورانية ولمعة القبضة الرحمانية وأفضل الخليقة الإنسانية وأشرف الصورة الجسمانية ومعدن الأسرار الربانية وخزائن العلوم الاصطفائية صاحب القبضة الأصلية والبهجة السنية والرتبة العلية من اندرجت النبيون تحت لوائه فهم منه وإليه وصل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه عدد ما خلقت ورزقت وأمتَ وأحييت إلى يوم تبعث من أفنيت وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين".