الثبات - اسلاميات
إنَّ محبَّةَ آل بيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم واجبةٌ على كلِّ مسلم مؤمنٍ يؤمِن بيوم الحساب، لِمَا لهم من مكانة عند الله عزَّ وجلَّ ولقُربِهم من حبيب ربِّ العالمين.
أصبحوا أئمَّةً يُقتدَى بهم، ولِمَ لا؟، وقد علَّمهم خيرُ البَشر فصاروا علماءَ حكماءَ أجلاَّء، معلِّمين عاملين بعلمهم، طوبَى لِمَن سلك مسلَكَهم، ونهج منهجَهم، وسار على طريقهم
ولقد طهَّرهم الله تعالى من فوقِ سبع سموات، وأذهبَ عنهم رِجسَ الشيطان؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33]، هم الطاهرون من جميع الصِّفات الشيطانيَّة، المتخلِّقون بجميع الصِّفات المحمديَّة.
وقد أمَرَنا الله عزَّ وجلَّ بمودَّتهم، وبمحبتهم، إكرامًا لنبيه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم فقال تعالى: ﴿قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، الشورى.
روى جماعةٌ من أصحاب السُّنن: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "النجومُ أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأمتي".
وقد روي: أنَّ عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما كان يمسك بزمام ناقةِ الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه فقال: "دعْها يا ابنَ عباس، فقال ابن عباس: هكذا أُمِرْنا أن نفعلَ بعلمائنا، فنَزَل زيد بن ثابت من على ناقته، وقال لابن عباس: ناولْني يدَك، فناولَه يدَه فقبَّلها وقال: هكذا أُمِرْنا أن نفعلَ بآل بيتِ نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم".
ومحبَّة آل البيت هي معرفةُ سيرتهم العطرة، والتأسِّي بهم في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم وسلوكهم؛ كي نصيرَ من أحبابهم ومِن محبيهم.