خاص الثبات
في الرابع عشر من آب، لا نُحيي تاريخًا مضى، بل نُجدّد عهداً كُتب بالدم والكرامة، ورُفع بالوجدان، وصدح به صوتك يا سيد المقاومة، ليبقى النصر حيًّا لا يغيب، حاضرًا لا يُنسى، نابضًا لا يشيخ.
هو ليس يومًا في التقويم، بل رجفة في القلب، وعنفوان على اللسان، ودمعة فرح ممزوجة بشموخٍ لا ينكسر.
صوتك… ذاكرة النصر ومحرّك العزيمة
يا سيد المقاومة، لم تكن كلماتك في ذلك المساء خطابًا عاديًا، بل كانت مرآة أمة لم تُهزم. كانت نبضًا على شفاه كل بيت، ودمعةً فخورة في عين أم شهيد، وابتسامة نصر على وجه طفل لا يعرف من الحرب إلا أن صوته انتصر.
في الرابع عشر من آب، استمع الناس لصوتك كما يُصغون للنجاة، كما ينتظر الغريق طوق الخلاص. كان صوتك حاضنًا لكل أوجاع الحرب، ضامناً لكرامة لم تُبع، وواعدًا بأن "ما بعد تموز ليس كما قبله".
النصر لا يُؤرشف… بل يُعاش
الانتصار في 14 آب 2006 لم يكن حدثًا ماضيًا يُحكى، بل حقيقة مستمرة تُعاش. لأنك علمتنا أن النصر ليس فقط بدحر العدو، بل بالصبر، والثبات، والوفاء للعهد، والتكبير فوق الركام، وتشييع الشهداء بزغاريد لا بمراثٍ.
لم يكن نصر الجنوب فقط، بل نصر لبنان بأكمله، نصر العروبة الكريمة، نصر المظلوم على الظالم، نصر من صمد في الأرض، ومن آمن أن الله لا يخذل من قاتل دون عرضه ووطنه.
وفي كل عام… يُولد النصر من جديد
في كل ذكرى، حين تغيب الصور، يبقى صوتك. حين تتآمر الكلمات، يبقى وعدك. حين يتهاوى السياسيون في وحل المساومة، يبقى خطابك سيفًا لا ينثني، وراية لا تُنكّس.
وفي زمن كثُر فيه الصمت، تظلّ أنت صوت الحق الذي لا يتلعثم. تظلّ ميزان الوعي في زمن السقوط الجماعي. تظلّ ذاكرة الناس الحية التي تذكّرهم بأنهم أمة قادرة، إن أرادت، أن تكتب مستقبلها بالدم والكرامة.
يا سيد… أنت حاضر ما حضر الوفاء
عاد 14 آب، وعاد معه شرف الوقفة، وكرامة التحدي، وقوة الرجاء.
وعاد بصوتك… ذاك الصوت الذي إن غاب لحظة، شعرنا أننا غرباء في وطننا.
يا سيد المقاومة…
كل عام، نُصغي إليك لا لنسمع فقط، بل لنطمئن…
كل عام، نستعيد معك ذاك الوعد الصادق، أن فينا من لا يُهزم،
وفي دمنا مقاومة… وفي صوتك نصرٌ لا يموت.