أخلاق النُّبوة .. "التواضع"

الثلاثاء 10 تشرين الثاني , 2020 01:56 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات 

 

أخلاق النُّبوة "التواضع"

 

من أعظم الأخلاق التي يتصف بها الإنسان خُلق التواضع، فالتواضع صفة محمودة وسبيل لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، وقد جعل الله سبحانه وتعالى سنّة جارية في خلقه أن يرفع المتواضعين لجلاله، وأن يذل المتكبرين المتجبرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبد بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"، أمّا الذي يسلك مسلك المتكبّرين، فقد باء بشؤم العاقبة؛ يقول الله عزّ وجل: {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر من الآية:72].

 

صور من تواضع النبي عليه الصلاة والسلام

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمَّ التَّواضُع، لا يعتريه كِبرٌ ولا بَطَرٌ على رِفْعَة قَدْرِه وعلوِّ منزلته، يخفض جناحه للمؤمنين ولا يتعاظم عليهم، ويجلس بينهم كواحد منهم، ولا يُعْرَف مجلسه مِن مجلس أصحابه؛ لأنَّه كان يجلس حيث ينتهي به المجلس، ويجلس بين ظهرانيهم فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل عنه، روى أبو داود في سننه عن أبي ذرٍّ وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه..."

-وكان مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه يركب الحمار ويستردف فيه، يحكي لنا أنس رضي الله عنه عن حال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيقول: "كان صلى الله عليه وسلم يُرْدِف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار"

-وكان يخصف نعله ويخيط ثوبه: عن عائشة أنها سُئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته، قالت: "كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ"

-وكانت الأمة من إماء المدينة تنطلق به حيث شاءت: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت

- ويمزح مع أصحابه: عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً، كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ".

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلًا دميماً، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ". فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ"، أو قال: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ"

 

 

تواضع إذا ما نلتَ في الناس رفعة ... فإن رفيع القوم من يتواضع

تواضع لرب العرش علك ترفع ... فما خاب عبد للمهيمن يخضع

وداو بذكر الله قلبك إنه ... لأشفى دواءٍ للقلب وأنفع

قال أبو الطيب المتنبي:

ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ ... والفارغات رؤوسهن شوامخُ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل