معركة عض الأصابع بين ايطاليا وتركيا في غرب ليبيا ..! ـ فادي عيد وهيب

الإثنين 19 تشرين الأول , 2020 10:35 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تقول الشواهد أن الصراع الايطالي ـ التركي في غرب ليبيا أشبه بمعركة عض الأصابع، والخاسر فيه من يصرخ أولا، فكلاهما ينظر لما سيكون عليه الوضع في مدن الغرب الليبي بعد إتمام المصالحة.

وهنا تشعر روما بأنها ستكون الخاسر أمام تركيا التي أسست وجودها في غرب ليبيا على قواعد شعبية تميل لفكر جماعة الإخوان المسلمين، وبدعم مالي ضخم جدا من قطر، بينما التواجد الايطالي في غرب ليبيا مبني على شراء ذمم بعض الفاسدين بغطاء عسكري أقل بمراحل من الثقل العسكري التركي هناك، إذ لم يمر أكثر من ثلاثة أشهر على واقعة رفض القوات التركية المسيطرة على مطار مصراتة دخول 40 جنديا إيطالياً يعملون في المستشفى الميداني العسكري الإيطالي بمصراتة، بحجة عدم إمتلاكهم تأشيرات دخول كي يعودوا في نفس الساعة لبلادهم مرة أخرى، حتى طفى الخلاف الأيطالي التركي في ليبيا على السطح مجددا.

 

ففي تصريحات لافتة لصحيفة “أكي” الإيطالية، أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي رفض بلاده للوجود التركي في الغرب الليبي، وكذلك وجود روسيا في الشرق الليبي، مضيفاً: بأن الخطوة التالية التي يجب اتخاذها في ليبيا بعد إنعقاد مؤتمر سرت2، هي إستمرار فتح مساحة أكبر للحوار بين فرقاء الداخل الليبي، وإستئناف إنتاج النفط في جميع حقول البلاد، ووجود إدارة عادلة لتوزيع الموارد بالشكل الصحيح على الشعب الليبي."

 

ويرى المراقبون في ذلك الإنتقاد المباشر من رئيس وزراء ايطاليا لدور حليفتها تركيا في الملف الليبي رغبة صريحة في إبتعاد روما عن أنقرة في المستقبل، وما يعزز ذلك بأن تصريح جوزيبي كونتي جاء في ظل التصعيد المستمر في لهجته ضد أنقرة، بعد أن إنتقد رئيس وزراء ايطاليا النظام التركي بشكل غير مباشر خلال تصريحه لوكالة “نوفا” الإيطالية في الشهر الماضي، قائلا :تسجل عملية السلام في ليبيا تقدما خجولًا ولكن مشجعًا، وكان يفترض لهذا التقدم أن ينضج أكثر من ذلك لولا التدخل الخارجي في ليبيا."

 

وهنا يوضح الخبراء في روما سبب إنتقاد جوزيبي كونتي المباشر لتركيا، بعد التدخل التركي لدعم مليشيات غرب ليبيا عبر إرسال سفن المرتزقة السوريين من سواحل تركيا لموانئ طرابلس ومصراتة، وهو ما أحرج العملية البحرية الأوروبية "صوفيا" التي تقودها ايطاليا، وفشلت فشلا ذريعا بسبب تركيا، وجعلت العالم ينظر إلى روما كمتواطئ مع تركيا في بث الفوضى ونشر الإرهاب في ليبيا.

 

ويعلق الباحث السياسي حمد المالكي بأن هناك تطورات هامة تشهدها العلاقات التركية ـ الايطالية تجاه الملف الليبي، فبعد سنوات من إنحياز نظام الإسلام السياسي في أنقرة ونظام المافيا في روما لحكومة الوفاق على حساب الأمن القومي الليبي وسيادة الدولة الليبية، نشهد منذ منتصف العام الجاري حالة من التخبط بين المحور الايطالي التركي في تعاملهم تجاه ليبيا."

 

ويضيف المالكي: لقد إنعكس ذلك التخبط على الداخل في كل من البلدين، خصوصاً روما، التي بات يناقش برلمانها الملف الليبي أكثر من أي ملف خارجي أخر، بعد ما تعرضت له ايطاليا من نيران صديقة على يد تركيا في مطار مصراتة نهاية يوليو/ تموز الماضي، قبل فرض تركيا كامل سيطرتها على مطار طرابلس."

 

كما يعلق الأكاديمي الليبي سعد الفيتوري بأن ايطاليا متورطة في الحرب الليبية ويدها ملطخة بدماء الأبرياء مهما حاولت غسلها، وكان ذلك بمشاركة تركيا في ظل تحالف إستراتيجي معها، وجد ضالته في شخص فايز السراج وحكومة الوفاق الليبية، ولكن روما الأن بدأت تعيد حساباتها تجاه ليبيا، بعد أن دخل النظام التركي في حالة عداء مع جميع دول شرق المتوسط، والأقطاب الدولية الكبرى، بسبب الدور التركي المشبوه في ليبيا وشرق المتوسط والقوقاز"، فكان من الضروري على الحكومة الإيطالية المتخبطة في الداخل أن تبتعد عن تركيا ولو قليلا، كي لا تخسر دورها السياسي في الإتحاد الأوروبي في ظل الصدام الفرنسي ـ التركي الشرس في بحر إيجة، أو تخسر مصالحها الإقتصادية مع الدول العربية في ظل الحرب المشتعلة بين تركيا من جانب ومصر والإمارات والسعودية من جانب أخر."


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل