العونيون .. تكرار التسوية الرئاسية خطيئة مُمِيتة! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 30 أيلول , 2020 09:58 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

الحقائق الدامغة الصادمة التي أوردها السيد حسن نصرالله في إطلالته مساء الثلاثاء، حول تفاصيل ما وراء الكواليس، التي رافقت تشكيل حكومة مصطفى أديب، تعكس حجم الجرأة والوقاحة لدى "نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة"، وتحديداً الرئيس فؤاد السنيورة، عسى يُدرك اللبنانيون ماذا يحصل داخل غرف القرار الداخلي اللبناني، والعونيون والتياريون بشكلٍ خاص معنيون أكثر من سواهم، بعد الجهود المُضنية التي بذلوها في كشف الحقائق عبر كتاب "الإبراء المستحيل" الذي كان بطله فؤاد السنيورة، بصرف النظر عن خيبة القضاء في متابعة الملفات.

ولأنهم كانوا أم الصبي في التسوية الرئاسية، يدفع العونيون والتياريون، أكثر من سواهم ثمن تسوية رئاسية كانت أشبه بتبويس اللحى على الطريقة اللبنانية.

ونفصل تنظيمياً بين العونيين والتيار الوطني الحُرّ، لأن الحالة الشعبية العونية ليست بالكامل ضمن الكادر السياسي للتيار، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، العونيون الذين انكفأوا عن الإنتساب للتيار كحزب، شأنهم شأن الكثير من اللبنانيين الذين لم يجدوا في الإنتماء الحزبي سوى قضبان تأسرهم عن ممارسة دورهم بِحُرِّية، عبر القول "نعم" حيث يجِب، و"لا" حين تستوجب التسويات وضع اليد بالأيادي المُلوَّثة، تماماً كما حصل عندما وُضِع كتاب "الإبراء المستحيل" سياسياً على الرفّ، وقضائياً في الأدراج، ورغم ذلك، "رضِي القتيل ولم يرضَ القاتل".

والخطيئة المُمِيتة التي ارتكبها العونيون، عبر التسوية الرئاسية الأولى، لا يتحمَّلون وحدهم مسؤوليتها في بلد التسويات الآنية: المسيحي الأقوى والشيعي الأقوى مع السني الأقوى ولكن، أن يُستبدل شخص مثل سعد الحريري بشخصية مرموقة مثل مصطفى أديب ليحلّ مكان الآدمي حسان دياب، فهذا أمر مقبول، إنما أن يُعاد فؤاد السنيورة الى الضوء، ويتولى الإشراف على تشكيل حكومة أديب، فهذا والله كان أكبر مصيبة على العونيين بشكلٍ خاص، أولاً لأن قائدهم الأعلى في الحُكم، وثانياً، لإستبعاد رئيس التيار جبران باسيل عن ساحة القرار بِتُهمة مشاركته بتشكيل الحكومات، بينما المُتّهم الرئيسي فؤاد السنيورة الذي تناوله "الإبراء المستحيل" يحاول تبييض صفحته للعودة الى الحياة السياسية من بابها الرحب برضى وقبول من سعد الحريري! 

العونيون انشغلوا عن الهدف الرئيس الذي يفرض عليهم دعم الرئيس، فأمضوا في السابق وقتاً مهدوراً بتزكية شامل روكز لقيادة الجيش ليحلّ مكان جان قهوجي، وأهدروا وما زالوا حتى الآن كل الوقت بتزكية النائب جبران باسيل لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، ويجب أن يعترف العونيون أن الهدف ليس السلطة ولا رئاسة الجمهورية، بل كما يسعى فخامة الرئيس عون لبناء جمهورية كائناً من كان رئيسها مسقبلاً، ومعايير اختيار الرئيس ليست بهذه البساطة.

وبالعودة الى الحقائق التي أوردها السيد نصرالله، أن تشكيل حكومة أديب كانت سَتَتِمّ حصراً على مزاج ومصالح نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، وبما أن تمام سلام لا يُشكل حيثية سياسية وشعبية، ونجيب الميقاتي حجمه بحجم كتلة تيار العزم الصغيرة، وسعد الحريري اراد إظهار نفسه صانع رؤساء حكومات من بعيد، فكيف يرضى نواب التيار كأكبر كتلة نيابية التعفُّف عن المشاركة في المشاورات وحتى بالمشاركة في الحكومة، ويتركون لبنان بيد مشبوه مثل فؤاد السنيورة يُشكِّل حكومة تشبهه؟، وعلى مَن كانوا سيتركون رئيس لبنان وقائدهم الأعلى الذي لم يتمّ إطلاعه على أية تشكيلة وحيداً؟ وفي مواجهة مَن، بمواجهة مَن إبراؤه مستحيل؟؟!!، هذا أداء غير مقبول يا نواب التيار الوطني الحرّ، ولكم التحية والسلام من عوني وطني حرّ..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل