الإحتلال الصهيوني يخاف حتى طواحين الهواء ـ أحمد زين الدين

الأربعاء 29 تموز , 2020 11:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد إنجاز التحرير في أيار 2000، خاطب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله العالم كله أن ((إسرائيل أوهن من بيوت العنكبوت)).

وبالفعل فالدولة العبرية تعاني من هذه العقيدة التي أطلقها عليها السيد نصر الله، وتحولت حقيقة، إلى نظرية في الدولة العبرية نفسها، لدرجة أن رئيساً سابقاً لأركان جيش العدو هو موشيه يعلون أعلن أن " إسرائيل دولة قوية عسكرياً، لكن مجتمعها، هو مجتمع رفاهية غير مستعد للقتال والتحمل".

وصحيفة هأرتس قالت في 28 شباط 2002 أن "إسرائيل مثل بيت العنكبوت تبدو قوية من الخارج، لكن عندما تلمسها تتفكك".

وفي العملية المزعومة في مزارع شبعا، بدت الأمور واضحة أن القيادتين العسكرية والسياسية الصهيونيتين، يفتشان عن مهرب للخلاص من حساب المقاومة جراء استشهاد أحد مقاوميها بغارة صهيونية قرب مطار دمشق الدولي، فكانت هذه العملية الوهمية التي أرادت "إسرائيل" من خلالها توجيه رسائل في عدة اتجاهات إلى الداخل الصهيوني، وإلى قسم من اللبنانيين المصابين بفوبيا المقاومة وسلاحها، وإلى حزب الله أيضاً، بأنها تبرعت بعملية من أجل بقاء "اللعبة كما هي"، لكن الحزب فضح هذه الرسالة التافهة، وإلى أعراب الخليج والتطبيع، وأولاً وأخيراً إلى الولايات المتحدة.

وبشكل عام، بدا واضحاً، أنه لو كان لدى تل أبيب قدرة للدخول في حرب لما تأخرت، عن فعل ذلك، وهي ببساطة تريد نزع سلاح المقاومة أو حتى تقييد عملها عبر أطراف أخرى من دون الدخول في معركة.

وفي التطور الجديد، بدا الأداء الفضائحي لجيش الإحتلال، الذي سيتحول إلى وجبة دسمة للإعلام العبري المتوحش، وقد تضطر قيادة جيش الإحتلال للجوء إلى تدابير تمنع الإعلام من الحديث عن الجيش.

وبشكل عام، بدا الإعلام العبري تافهاً وكأنه إعلام مملكة صحراوية أو دولة متخلفة من العالم الثالث.

إلى ذلك، بدت القيادة السياسية العبرية، التي تفتش عن أي نصر ولو كان وهمياً مربكة ومتناقضة، وستزيد غرق نتنياهو في وحول فضائحه وفساده، وسترتفع وتيرة التظاهرات ضده في ظل جائحة كورونا التي تنتشر في الكيان كانتشار النار في الهشيم، وهو ما قد يفرط الإئتلاف الحاكم،  والذهاب إلى انتخابات مبكرة في ظل الخوف العميق من توسع انتشار الوباء.

في نفس الوقت الذي تستعد فيه المعارضة لمزيد من نشر فضائح نتنياهو، لتأتي العملية الأخيرة في المزارع لتزيد من الهجمة على نتنياهو وحلفائه، وهو ما سيجده افيغدور ليبرمان، ونفتالي بينيت وآخرون فرصة لتعرية القيادة الحالية، وهم فعلاً باشروا في المهمة.

ويرى خبير عسكري أخيراً، إن جيش الإحتلال رغم كل الواقع العربي المزري، واندفاع الكثير من سلطاته وخصوصاً الخليجية منها للتطبيع مع العدو، يعيش في رعب من انتظار حساب المقاومة، وبهذا ربما جعل حفيف الأشجار في المزارع يرعب جنود الإحتلال فاعتقدوا أن المقاومة تهاجمهم، فكانت هذه المعركة الوهمية من طرف واحد، وهي ستجعل العسكر والقيادة العبرية محل تهكم لفترة طويلة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل