"إسرائيل" تدعو مواطنيها للتسلّح… ولبنان ينزع سلاح مواطنيه ــ د. نسيب حطيط

الإثنين 29 كانون الأول , 2025 09:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
دعا وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير المستوطنين للتسلّح: "أدعو مواطني إسرائيل إلى التسلح؛ حيث ثبت أن الأسلحة تنقذ الأرواح". سبق ذلك إعلان رئيس الوزراء اللبناني الاستعداد لبدء المرحلة الثانية لنزع السلاح شمال الليطاني، بعد إتمام مرحلة جنوب الليطاني، دون أي مقابل من الجانب "الإسرائيلي". ويأتي هذا الإجراء في سياق موقف مضلّل ومنافٍ للحقائق، يزعم أن سلاح المقاومة لم يحمِ ولم يردع ولم يساند غزة، وذلك ضمن إطار الحرب الإعلامية والثقافية والنفسية الهادفة للتقليل من شأن المقاومة وأعمالها ودور سلاحها، وإظهار عجز المقاومة، لتبرير نزع السلاح ومحو إنجازاته وانتصاراته، ومصادرة مستقبله؛ بتصويره سلاحًا لا يُساند ولا يحمي، بل يُسبب الخسائر والخراب والتهجير وتدمير القرى اللبنانية، دون تحميل الاحتلال مسؤولية  أفعاله، وهو الذي لا يحترم الحكومة اللبنانية ولا الجيش ولا القوات الدولية، حيث تتفرّغ السلطة السياسية، التي نصّبها الأمريكيون، لتنفيذ مشروع القضاء على المقاومة وجعل لبنان محميّة أمريكية - "إسرائيلية".
إن تقصير قوى المقاومة في الدفاع عن تضحيات الشهداء وإنجازاتهم وانتصاراتهم، يساهم في نجاح حملات التضليل الإعلامي وتزوير الحقائق التي تمارسها السلطة السياسية وبعض القوى والشخصيات السياسية والإعلامية ضد المقاومة وأهلها وسلاحها، والتي تستهدف بشكل خاص أجيال الشباب الذين  لم يعيشوا  تحت الاحتلال "الإسرائيلي"، ولم يدخلوا المعتقلات، ولم يعيشوا  أيام القصف "الإسرائيلي" الوحشي أكثر من خمسين عامًا، ولم يشاركوا في عمليات المقاومة، هؤلاء الشباب الذين وُلدوا بعد عام 2000 وعاشوا في أجواء من الأمان والرفاهية، ولم يبقَ في ذاكرتهم سوى مشاهد السنتين الأخيرتين وما شابها من توحش "إسرائيلي" وقتل وتفوق عسكري، و صمت المقاومة، مما سيرسخ في عقولهم مفاهيم أسقطتها المقاومة مثل "الجيش الذي لا يُقهر"، وأن قتال إسرائيل أمر عبثي ومصيره الفشل حتمًا، وأن النجاة تكمن فقط في الاستسلام والتطبيع، وسيزداد هذا الشعور لديهم وهم يشاهدون حرية "إسرائيل" في القتل والاغتيال، والتلاعب بأعصاب الناس عبر منشورات الإخلاء وترهيب الأهالي ومنعهم من العودة وحركة المسيّرات والتسلية بإشغال "الجيش" بتفتيش البيوت المأهولة والمدمرة، لكسر معنوياتهم وترويضهم على الخضوع للأوامر "الإسرائيلية" ضمن حرب "تفجير الوعي ومحو الذاكرة وإعدام الأمل"، وتثبيت ثقافة "الطاعة" والتسليم بالأمر الواقع، وتنفيذ أوامر "إسرائيل" ضمن المهل والأماكن المحددة، وإلا سيواجهون القصف والقتل، وهذا النمط من الاحتلال والإذلال أكثر سوء وخطراً من الاحتلال المباشر السابق،  لأنه ينقذ الجيش "الإسرائيلي" من تكبد الخسائر، مما يستدعي مبادرة قوى المقاومة لمواجهة الحرب الإعلامية والنفسية لحماية ثقافة ومنجزات المقاومة وسلاحها، ومخاطبة الشباب وتذكيرهم عبر الأفلام الوثائقية والندوات والكتب ومعارض الصور والبرامج التلفزيونية، لتكذيب المفترين والمضلّلين وتعريفهم ماذا انجز السلاح المقاوم:
 - السلاح المقاوم حرّر الجنوب بعد 22 عامًا من القتال، بعدما عجزت الأمم المتحدة والدبلوماسية عن تحقيقه عبر تنفيذ القرار 425.
-  السلاح المقاوم فرض قواعد اشتباك تمنع قتل المدنيين اللبنانيين.
- السلاح المقاوم أسّس لمعادلة الردع والأمن الشامل للبنان أكثر من 20 عامًا، وتمكن بالتعاون مع الجيش من تقسيم "قبر العباد" إلى نصفين وسمح للأهالي بناء منازلهم على خط الحدود.
-  رسّخ ثقافة العزة والكرامة والمقاومة، وأزال الخوف من إسرائيل، وهزم الجيش الذي لا يقهر "أيقونة إسرائيل الكبرى" وحرّر الأرض دون اتفاقيات سلام او ترتيبات امنية .
- منع التكفيريين من اجتياح لبنان.
-  مَنَعَ أن يُحكم لبنان من قبل موظف من "الدرجة الرابعة" في وزارة الخارجية الأمريكية، كما يُحكم الآن!
-  دعم اقتصاد لبنان وسياحته وانتظام مؤسساته الدستورية والانتخابية بعد تحريره من الاحتلال .
-  نقل لبنان من كونه دولة ترفيه ولهو ورقص وتبولة إلى قوة إقليمية عظمى تخشاها إسرائيل وتقلق منها أمريكا. 
تدعو إسرائيل مستوطنيها المحتلين إلى التسلّح ، لإنقاذ الأرواح ، بينما يهرول لبنان الرسمي والحزبي المستسلم لنزع سلاح المقاومة لاستباحة لبنان وتأمين أمن إسرائيل على حساب أمنه. 
إن الموافقة على تسليم السلاح "شمالي الليطاني" دون اي مقابل كما جنوب الليطاني، بمثابة إعلان العداء لله ورسوله، وتكذيب لكل الشعارات التي رفعت لأربعين عاما والتوقيع على قرار الإعدام والصلب واغتصاب الكرامة والأرض والحقوق. 
إن قوانين الحرب، تفرض وجوب التعامل مع العدو والعميل على قدم المساواة، فكلاهما يسعى لقتلك، وعليك المبادرة أولًا قبل أن يبادروك، فالموساد "الإسرائيلي" يعمل وفق معادلة "اقتل أولًا"… فلننتبه ولنبادر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل