خاص الثبات
في أدق مراحل الصراع التاريخي الذي تعيشه المنطقة، يبرز تساؤل جوهري حول طبيعة الخطاب الذي يتحدث باسم "الطائفة السنية". فبينما كانت "السنة" عبر التاريخ هي "بيضة القبان" وحامية الثغور ومحضن المقاومة، نجد اليوم فئات "وهابية" و "مجاميع تكفيرية" تحاول امتطاء هذه العباءة لتمرير مشاريع لا تخدم سوى أعداء الأمة، وعلى رأسهم التحالف الصهيو-أمريكي.
التوظيف السياسي للدين: الفتنة كاستراتيجية
لم يعد خافياً أن "الشيطان الأمريكي" كما وصفته الأدبيات السياسية، وجد في الخطاب الطائفي التكفيري ضالته المنشودة. فبدلاً من مواجهة مباشرة مع قوى المقاومة، يتم استدعاء "التكفير" كأداة لتمزيق النسيج الداخلي.
في دمشق: تم تدمير الدولة تحت شعارات "نصرة السنة"، بينما كانت النتيجة إضعاف عمق المقاومة الاستراتيجي.
في بيروت: يُراد لبيروت أن تخلع ثوب العروبة والمقاومة لتغرق في أتون التحريض المذهبي الذي لا يبني وطناً بل يهدمه.
في صنعاء: تُشن الحروب باسم الشرعية والطائفة، والهدف الحقيقي هو إبقاء اليمن تحت الوصاية وبعيداً عن نصرة قضايا الأمة الكبرى.
خذلان غزة: المعيار الأخلاقي الكاشف
إن الاختبار الحقيقي لمن يدعي تمثيل السنة هو "فلسطين". اليوم، وفيما تتعرض غزة لإبادة جماعية، يلوذ أصحاب الخطاب التكفيري بالصمت، أو الأسوأ من ذلك، ينشغلون بالتحريض ضد القوى التي تطلق الصواريخ دفاعاً عن القدس.
إن "المحتل الإسرائيلي" لم يجد خدمةً أعظم من تلك التي قدمتها المجاميع التكفيرية حينما حوّلت بوصلة العداء من "المحتل" إلى "الشريك في الدين والوطن". إنهم يخوضون معارك إسرائيل بالوكالة، عبر تفتيت الجبهات الداخلية وإشغال الشعوب بفتن لا تنتهي.
العباءة السنية بريئة من التكفير
إن المذهب السني، بجوهره المعتدل وتاريخه النضالي، يرفض أن يكون مطية لمشاريع "الفوضى الخلاقة". هؤلاء الذين يتوعّدون صنعاء ويتآمرون على دمشق، لا يمثلون ضمير الأمة، بل يمثلون "الاستثمار الاستخباراتي" الذي يهدف إلى:
شيطنة المقاومة: وصم كل فعل مقاوم بأنه "أجندة طائفية مقابلة".
تلميع التطبيع: تصوير إسرائيل كـ "حليف محتمل" ضد "العدو الداخلي" المفترض.
استنزاف المقدرات: تبديد طاقات الشباب المسلم في معارك عبثية بعيدة عن القدس.
الوعي هو السلاح
إن المعركة اليوم ليست بين طائفة وأخرى، بل هي بين مشروع التحرر والسيادة وبين مشروع الارتهان والتبعية. إن فضح المجاميع التكفيرية التي تتستر برداء السنة هو أول خطوة نحو استعادة البوصلة. فالسني الحقيقي هو من يجد نفسه في خندق المواجهة ضد الصهيونية، لا في خنادق الفتنة التي يحفرها الشيطان الأمريكي.
استراتيجية الكماشة: البحر الأحمر كساحة لإعادة هندسة الأمن الإقليمي ــ د. ليلى نقولا
"إسرائيل" تدعو مواطنيها للتسلّح… ولبنان ينزع سلاح مواطنيه ــ د. نسيب حطيط
"إسرائيل الكبرى" تتوسّع إلى الصومال وجنوب اليمن _ د. نسيب حطيط