سلسلة أسماء الله الحسنى ... اسم الله "البصير"

السبت 14 آذار , 2020 02:18 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - اسلاميات 

 

اسم الله "البصير"

 

جاء في الحديث الشريف عن النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: "إنَّ لله تسعةً وتسعين اسماً، مائةً إلاَّ واحداً، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة".

ومن هذه الأسماء الجليلة اسم الله "البصير".

أولاً: المعنى اللغوي

البصر في حق الخلق: حاسة الرؤية، والبصيرة: العلم والفطنة.

و"البصير" من صيغ المبالغة على وزن فعيل، ورجل بصير بالعلم: عالم به.

ثانياً: المعنى في حق الله تعالى

البصير هو الذي أحاط بصره بجميع الموجودات في عالم الغيب والشهادة، الذي يرى الأشياء كلها ظهرت أو خفيت، دقت أوعظمت .

وإبصاره منزه عن أن يكون بحدقة وأجفان، أو ناتج عن انطباع الصور والألوان؛ كما هو الحال في الإنسان .

ثالثاً: وروده في القرآن الكريم والسنة المطهرة 

ورد هذا الاسم “البصير” في أكثر من خمسين آية، ورد معرفاً بأل وورد منوناً، وورد مقترناً باسم السميع والخبير، وورد غير مقترن.

منها قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.

ورود اسم البصير في السنة الشريفة:

عن أبي هريرة "إنَّكْم لا تَدْعُونَ أصَمّاً، ولا غَائِباً، إنكم تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيراً".

فهو سبحانه بصير بأعمالهم وحركاتهم، فلا يغيب عنه شيء من أعمالنا، فإذا أيقنا أنَّ الله بصيرٌ، حملَنا ذلك على حِفْظ الجوارح وخطرات القلوب عن كلِّ ما لا يُرْضِي الله، وحملَنا أيضاً على خشْيته في السِّرِّ والعلانية، في الغَيب والشهادة؛ لأنَّه يرانا على كلِّ حال، فكيف نَعْصيه مع عِلْمنا باطِّلاعه عليْنا؟! قال تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾.

والله تبارك وتعالى بصيرٌ بأحوال عباده، خبير بصير بمن يصلح حاله بالغِنَى والمال وبمن يفسد حاله بذلك؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾.

وهو بصير بالعباد، شهيدٌ عليهم، الصَّالح منهم والفاسق؛ قال تعالى: ﴿وَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ ، بصير خبير بأعمالِهم وذنوبهم؛ قال تعالى: ﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيراً﴾، وسيَجزيهم عليها أتمَّ الجزاء.

 

وَهُوَ البَصِيرُ يَرَى دَبِيبَ النَّمْلَةِ السْ ... سَوْدَاءِ تَحْتَ الصَّخْرِ وَالصَّوَّانِ

وَيَرَى مَجَارِي القُوتِ فِي أَعْضَائِهَا ... وَيَرَى عُرُوقَ بَيَاضِهَا بِعِيَانِ

وَيَرَى خِيَانَاتِ العُيُونِ بِلَحْظِهَا ... وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأَجْفَانِ

 

ومن آثار الإيمان بهذا الاسْم العظيم:

يستحضر المؤمن أنَّ الله تبارك وتعالى بصيرٌ بأحوال عباده، خبير بصير بِمَن يستحقُّ الهداية منهم ممَّن لا يستحقُّها، بصير بمن يصلح حاله بالغِنَى والمال وبمن يفسد حاله بذلك؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾.

إذا علِمْنا أنَّ الله بصيرٌ، حملَنا ذلك على حِفْظ الجوارح وخطرات القلوب عن كلِّ ما لا يُرْضِي الله، وحملَنا أيضاً على خشْيته في السِّرِّ والعلانية، في الغَيب والشهادة؛ لأنَّه يرانا على كلِّ حال، فكيف نَعْصيه مع عِلْمنا باطِّلاعه عليْنا؟! قال تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾، ومن علم أنَّه يراه أحسن عملَه وعبادته، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هُريرة رضِي الله عنْه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال عن الإحسان: "أن تعبُد الله كأنَّك تراه، فإنْ لَم تكُن تراه فإنَّه يراك".

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل