أعلام التصوف ... الشيخ المربي والأديب بكري رجب

الخميس 05 آذار , 2020 01:54 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

أعلام التصوف 

الشيخ المربي والأديب بكري رجب

 

نسبه ومولده:

هو الشيخ العلامة الفقيه الشاعر الأديب، أبو عبد الله بكري بن عبده بن عمر بن رجب، الحنفي، البابي الحلبي .

ولد في مدينة الباب، التابعة لمحافظة حلب، بسورية .

دراسته وشيوخه:

دخل المدرسة الخسروية، بحلب، وتلقى العلم عن علمائها الأفاضل وشيوخها الأجلاء، أمثال العلامة الفقيه الكبير الشيخ أحمد الزرقاء، والشيخ العلامة المفسر أحمد الشماع، والشيخ الصالح الشاعر عيسى البيانوني .. دفين البقيع، والشيخ المحدث المؤرخ محمد راغب الطباخ .

كما حضر على مفتي مدينة الباب السابق، الشيخ الأديب أحمد النعساني، وحضر كذلك على عالم حلب الكبير ورئيس المدرسين، الشيخ محمد نجيب سراج الدين الحسيني . وسلك على يد العالم الجليل الشيخ المربي الفاضل محمد أبي النصر الحمصي النقشبندي، رحمه الله تعالى، كما درس سنة واحدة في الجامع الأزهر بمصر .

أقرانه وأصدقاؤه:

وكان من أقرانه وأصدقائه، الشيخ الأديب العلامة اللغوي أحمد القلاش الحلبي، والشيخ العلامة الفقيه محمد السلقيني الحلبي، والشيخ الفقيه مصطفى مزراب الحلبي، والشيخ العلامة محمد نجيب خياطة (فرضي حلب، وشيخ قرائها)، والشيخ محمد السيفي، والشيخ الشاعر محمود الفحام الحموي ثم الحلبي، والشيخ محمد الشامي البابي الحلبي، والشيخ العلامة محمد ناجي أبو صالح، والشيخ محمود الصابوني الحلبي، والشيخ حسن هاشم، والشيخ الفقيه محمد الغشيم، والشيخ محمد المسلاتي .

عمله:

درس العلوم الشرعية والعربية، في المدرسة الخسروية، ومعهد العلوم الشرعية( المدرسة الشعبانية)، والثانوية الشرعية للبنات، والمدرسة السلطانية التي أسسها صديقه الشيخ الشاعر الأديب محمد خير الدين اسبير، كما افتتح الشيخ بكري رجب وصديقه الأثير الشيخ أحمد القلاش، مدرسة دينية في حلب استمرت لمدة عشر سنوات، بالإضافة إلى عمله إماماً وخطيباً لمدة أربعين سنة، في عدة مساجد بحلب، منها جامع هارون داده، في قاضي عسكر، وجامع الميدان، وكان مدرس محافظة، يعطي دروساً في الجامع الأموي الكبير بحلب، وجامع بنقوسا، ومسجد الصاخور، كما ألقى عدداً من المحاضرات في عدة محافظات، كمدينة دمشق وحمص، في سورية، ومدينة بيروت في لبنان الشقيق .. وكان يذهب إلى القرى، داعياً إلى الله تعالى، وكان يوزع المال على الفقراء والمساكين .

صفاته وأخلاقه:

كان الشيخ عالماً، مرشداً، وواعظاً مؤثراً، وعابداً، زاهداً، ومتواضعاً، مخلصاً في عمله، محباً لله تعالى، ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، محبوباً لدى الناس، وكان كثير الرؤيا الصالحة، ويراه الناس في رؤى صالحة، تبشر بالخير . وكان صبيح الوجه أنوره، ذا لحية بيضاء قبضة، يلبس عمامة بيضاء على طربوش أحمر. تزوج امرأتين، ورزقه الله تعالى بتسعة أولاد، ستة منهم بنات، وثلاثة منهم ذكور، أكبرهم، الشيخ عبد الله، وبه يكنى، والذي درس في الخسروية، ثم تخرج من كلية الحقوق، وكلية الآداب، بحلب، وعمل في المساجد والمحاكم، ، وآخرهم الشيخ عبد الباسط، والذي يعمل في مجال الدعوة والإرشاد . وكان الشيخ كثير الحج، فقد حج ثلاثاً وأربعين حجة، ولما لامه بعض الناس على ذلك رد عليه بقوله:

يروم عذولي صدَّ قلبي عن الحما وأن ألزم القلب الملوع بالصبر

فقلت له كف الملام فإنني أرى الصبر عن حبي أمر من الصبر

 

مؤلفاته وآثاره:

ترك الشيخ العديد من الكتب والمؤلفات، المطبوعة، والمخطوطة، ومنها:

1- الرسالة الشافية في الشعر والعروض والقافية.

2 -الدليل إلى مناسك الحج والزيارة.

3- المثل العليا في الحب للجناب المحمدي.

4- المولد النبوي في الترغيب والترهيب.

5- ردود على بعض الفرق، نظماً.

6 -هداية المريد إلى جوهرة التوحيد، وهو شرح متوسط لجوهرة التوحيد، في العقيدة الإسلامية، وكتب عليه:

يا ناظراً فيه لا تخل مؤلفه عند التأمل من شيء تناوله

إن كنت تبخل بالظن الجميل فلا تبخل بقولك: رب اغفر لنا وله

7- شرح قصيدة السفور والصهيونية، للشيخ الشاعر محمد خير الدين اسبير.

8- ديوان شعر، بعنوان: ديوان المدائح النبوية والأشعار الحكمية، طبع سنة (1391هـ ـ1971م). اشتمل على كثير من المدائح النبوية، والرثاء، والدفاع عن عز الإسلام ومجد العروبة والأقصى وفلسطين والحجاب الشرعي، والرد على المغرضين الحاقدين ..

وفاته:

عاش الشيخ سبعين سنة، قضاها في العلم والتعليم والدعوة والعبادة والوعظ والإرشاد، ثم فارق الحياة مأسوفاً ومحزوناً عليه من الجميع، وذلك في ضحى يوم الخميس / 1 / جمادى الاولى / 1399 هـ / الموافق / 29 / آذار 1979 م، ودفن في مقبرة كرزة دادة، بحلب رحمه الله تعالى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل