الأزمة الاقتصادية والمالية والحلول .. ! ـ أحمد شحادة

الأربعاء 15 أيار , 2019 09:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في معمعة التطورات المحلية والأقليمية والدولية، لا حديث في لبنان، يعلو عن قصة الموازنة العامة للدولة، والأزمة المالية والاقتصادية التي ترخي بثقلها على اللبنانيين، والخوف من انهيار الاوضاع.

لا بد من العودة إلى البدايات التي تدحرجت كرة الثلج حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، فعندما انتهت الحرب الأهلية اللبنانية المشؤمة بعد انجاز اتفاق الطائف، لم يكن الدين العام يتجاوز الملياري دولار، لكنه اليوم وصل إلى نحو مئة مليار دولار.

ثمة عدة عوامل ادت للوصول إلى الواقع السيء الذي نعيشه أهمها: أن كل المشاريع التي اطلقت تحت عنوان "إعادة الاعمار في لبنان"، كان يقوم على الأموال التي تمت استدانتها، وفي الواقع لم يصرف الكثير على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، على إعادة الأعمار، وفي الوقت الذي استمرت فيه الدولة بالاستدانة بفوائد جنونية وصلت أحياناً بين (40 و 45 بالمئة) في مرحلة تسعينيات القرن الماضي.

وهكذا بدأ الدين يتراكم وتراكم معه الفوائد التي يطلق عليها "خدمة الدين"، وظل الوضع الاقتصادي والمالي على حاله حتى بدأت تتكشف الأمور بشكل خطير، خلال السنوات العشرة الأخيرة.

ففي عام 2011، كانت أكذوبة "الربيع العربي" وبينها الحرب الاستعمارية والتكفيرية على سورية، فتوقفت الصادرات اللبنانية، وتراجعت السياحة إلى لبنان، وتوقف تدفق رؤوس الأموال، لشراء العقارات والاستثمار في البلد، مما جعل الاقتصاد يبدأ في التراجع، بينما الدين العام والعجز في موازنة الدولة، بقيت على حالها، وخصوصاً أن خدمة هذا الدين تكلف أكثر من 35 بالمئة من ميزانيتها ليصبح لبنان، ثالث أو ثاني أكثر الدول مديونية في العالم بالنسبة إلى ناتجه المحلي.

وهنا يطرح السؤال ممن يستدين لبنان؟

ثمة حقيقة وهي أن نحو 85 إلى 90 بالمئة من هذا الدين هو دين داخلي، حتى ولد كان بالعملات الاجنبية، مما يعني أنه محمول من قبل مصرف لبنان والمصارف والمؤسسات المالية، وبطريقة أوضح فإن هذه المصارف والمؤسسات المالية حققت أرباحاً طائلة من الدولة دفعت على شكل فوائد على الديون.

هذه المصارف والمؤسسات المالية مرتبطة مباشرة أو غير مباشر بشخصيات أسياسية في الطبقة السياسية اللبنانية، الآن وبعد أن وصل الأمر إلى ما وصل اليه، تبحث الدولة في تقليص نفقاتها عبر تقليص أجور موظفيها ومتقاعديها، بينما هناك العديد من الإجراءات والأمور التي يمكن اتخاذها، للحد من هذه الحالة الكارثية.

وفي مؤتمر صحافي للخبير المالي والاقتصادي الدكتور حسن خليل حدد كيف تدهو الوضع الماليوالاقتصادي في لبنان، وكان ملخص ما قاله:

ان كل المرافق العامة تخضع لعملية نهب ممنهجة من قبل اصحاب النفوذ!

- المحاصصة أكلت الدولة وكل مفصل من مفاصلها تسيطر عليه جهة سياسية!

- المستثمر الاجنبي يهرب من لبنان لان استثماره مشروط بشراكة صاحب نفوذ!

- لما لا يتم دمج الفا وتاتش؟ لان خلف كل شركة جهة سياسية تستفيد منها!

- بين ٤٠٠ و ٧٠٠ مليون دولار هي خسائر الدولة من مشتقات النفط لانها تستوردها عبر وسطاء.

- مرفأ بيروت جمهورية بحد ذاتها ادارته تقرر كم ستعطي لخزينة الدولة دون أي رقابة.

-قيمة التهرب الضريبي في المرفأ تبلغ سنويا ٧٠٠ مليون دولار

- اوجيرو اخذت سلفة ٥٥٠ مليار ليرة في عهد الجراح وحتى الآن لم يعرف اين تم صرفها!

- الدولة تعتمد في استدانتها على اموال المودعين وهذه سابقة لم تحدث من قبل!

- قسم كبير من الاملاك البحرية تسيطر عليه الاحزاب والسياسيين!

- قيمة الودائع تبلغ 180 مليار دولار، ماذا لو قرر المودعون سحب اموالهم؟

- في مراجعة لما سُجل في سجلات جمارك الصين من بضائع تم شحنها الى لبنان تبين انها تبلغ ٣ أضعاف ما تم تدوينه في سجلات الجمارك اللبنانية!

- تدخل البلد مجوهرات ولكنها تسجل على انها "صرامي"

- 250 مليار دولار انفقت في لبنان وحتى الآن لا وجود لبنية تحتية

- مجلس المهجرين بعد ٣٠ سنة من انتهاء الحرب يريد ٢ مليار دولار لاغلاق الملف.

- ٢٠ مليار دولار انفقت على قطاع الكهرباء وحتى الآن لا كهرباء ولا احد يعلم سرها النووي.

- ايرادات الاتصالات انخفضت في سنة من مليارين الى مليار  و٣٠٠ الف دولار من دون معرفة كيف حصل ذلك!

- كيف يأملون بأن يأتي سياح الى لبنان وبحره تحول الى جورة مجارير؟ بالأمس امرأة أغمي عليها من رائحة نفايات الكوستا برافا

- اجراءات الحكومة ضرورية ولكنها حتما غير كافية والموازنة خالية من اي رؤية اقتصادية.

- كيف يمكن لمن اوصل البلد الى هذه الحالة ان يضع حلولا ؟

- يوجد وزراء لديهم كفاءة ولكن للأسف القرار الحزبي يأتي قبل ذلك!

- السلطة موحدة فيما المجتمع المدني مشتت!

المسؤولون بلا ضمير والشعب نائم!...

وماذا بعد .. السؤال المطروح هل نحن شعب يحاسب ...ام اننا مجموعات ورعايا تابعة لزعيمها الطائفي والمذهبي وهو المستفيد ..؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل