من نفحات الإسراء والمعراج .. لماذا كان المعراج من القدس لا من مكة؟

الخميس 28 آذار , 2019 09:52 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

لماذا كان المعراج من القدس لا من مكة؟

 

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

إنها القدس، بوابة الأرض إلى السماء، كما أنها بوّابة السماء إلى الأرض، لقد حظيت هذه المدينة المباركة المقدسة بالحظ الأوفى والأوفر في معجزة الإسراء والمعراج إليها كان الإسراء، ومنها كان المعراج؛ فالقدس هي المحور.

وعليه فمن حقنا أن نتساءل: ما الحكمة الربّانية أن كان الإسراء إلى القدس، وكان المعراج منها؟ ولماذا لم يكن المعراج من مكة المكرمة إلى السماوات العلا مباشرة؟

الجواب من خلال النقاط التالية:

1- إعلان عن إسلامية هذه الديار، حيث فتحت روحياً وإيمانياً بمعجزة الإسراء والمعراج، لأن المعجزات تمثل جزءاً من العقيدة الإسلامية.

2- ربط القدس بمكة المكرمة رباطا عقديا وتعبديا:

هذه المدينة المباركة حظيت بالحظ الأوفى والأوفر في معجزة الإسراء والمعراج: إليها كان الإسراء، ومنها كان المعراج؛ فالقدس هي المحور

فالرباط العقدي يتمثّل بالإسراء، والرباط التعبدي لكون القدس القبلة الأولى، وأن مكة المكرمة قبلة المسلمين الثانية والأخيرة الثابتة، وأنّ شد الرحال بقصد التعبّد يكون إلى المساجد الثلاثة: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"

3- ربط القدس بالسماوات العلا من خلال المعراج، والله سبحانه وتعالى يقول: {والنجم إذا هوى، ما ضلّ صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علّمه شديد القُوى، ذو مرّةٍ فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسيْن أو أدنى}. سورة النجم.

4- ربط السماء بالقدس من خلال أمريْن مهميْن، هما:

الأمر الأول: صلاة الرسول محمد بالأنبياء عليهم السلام في القدس الشريف .

الأمر الثاني: مشروعية الصلاة،  لقد فُرضت الصلاة على المسلمين في سماء القدس حين المعراج، والمعلوم أن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، بل هي عمود الدين وعماده، و فريضة الصلاة في سماء القدس، أثناء المعراج، تكريم لهذه المدينة التي حباها الله بالبركات وبالقداسة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل