وما خُفي أعظم".. هل يكون عام التحوّلات الكبرى"؟! _ ماجدة الحاج

الإثنين 29 كانون الأول , 2025 07:59 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 
الانظار تشخص نحو لقاء ترامب-نتنياهو اليوم الإثنين حيث ستوضع ملفّات المنطقة الساخنة على طاولة الرّجلَين من غزة الى سورية فلبنان وايران. لقاء حاسم ومصيري برأي البعض سيحدّد مآل ما سيحمله العام الجديد. الحرب على ايران ستكون مؤجّلة ربطا برغبة ترامب، وتكثر التكهّنات بين من يرجّح ان ينال نتنياهو موافقة ترامب على شنّ هجمات متزامنة على الحزب والحوثيّين قبل شنّ هجوم جديد على ايران، في مقابل من لا يستبعد ان يشهد العام الجديد ضربات جوّية "اسرائيلية" على فصائل المقاومة في العراق-في مقدمتها الحشد الشعبي، وهو ما حمله مبعوث ترامب الى سورية توم برّاك الى بغداد خلال زيارته غير المُعلنة في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، في حين تذهب  معطيات الى ترجيح ان ينال نتنياهو موافقة اميركية على "عمليّة عسكرية ضدّ لبنان قد تنفذها "اسرائيل" في كانون الثاني المقبل او شهر شباط، ويعتبر،"مؤيّدو هذه المعطيات، انّ ترامب في منتصف ولايته الثانية يريد "انجازا تاريخيا والذريعة جاهزة بانتهاء المهلة المعطاة للدولة اللبنانية بنزع سلاح الحزب في نهاية العام .2025 

وإذا كانت كلّ هذه المعطيات تندرج في اطار التكهّنات، فإنّ المؤكّد انّ كلا الرّجلَين ترامب ونتنياهو، سيكونان امام استحقاق انتخابات في العام 2026 الكنيست في "اسرائيل" والنصفيّة في الولايات المتحدة..

تكاد وسائل اعلام عبريّة تُجمع على انّ نتنياهو لا مصلحة له بوقف حروبه في المنطقة، وهو يستثمر بها للتهرّب من المحاكمة، وهو سيسعى لتوظيفها في انتخابات اكتوبر 2026، ولذلك هو بحاجة الى تحقيق نصر كامل في لبنان..لان اتفاق غزّة لا يلبي طموحاته ويجهد لنسفه لكنه يواجه معارضة ترامب القناة 12 العبرية ذكرت في هذا الإطار، "لا مفرّ من ضربة لحزب الله تفضي الى اتفاق مع بيروت، الحرب ستكون اداة ضغط لفرض شروط "اسرائيل": نزع سلاح الحزب كاملا، قوات دولية بديل "اليونفيل" –(لفتت القناة الى انّ الاوروبيين "يجهّزنون هذه القوات الآن)، منطقة اقتصادية في الجنوب-نموذج "ريفييرا غزّة" للبنان، علاقات اقتصادية وامنيّة مع اسرائيل.
 
بالتزامن نُسب الى "تقرير امني ايراني سرّي" تحدّثه عن عمليّات عسكرية مرتقبة ضدّ الحزب و"الحوثيّين" قبل شنّ هجوم جديد على ايران، مرجّحا ان يكون هناك تحرّكا ضدّ "الحوثيّين" من قِبَل مجموعات يمنيّة محلية بدعم جوّي وبحري اميركي-"اسرائيلي"، على ان تشنّ "اسرائيل" بالتوازي هجوما على لبنان للقضاء على حزب الله..
 
لكنّ الحرب على ايران او لبنان هذه المرّة، قد تأخذ المنطقة بأكملها الى تصعيد خطير لا تُعرَف حدوده وحجم نتائجه الكارثيّة على "اسرائيل" نفسها..واي حرب واسعة على لبنان للقضاء على حزب الله وما تبقى من مخزونه الصاروخي.. هل تدرك "اسرائيل" اين يحتفظ الحزب بالمخزون المتبقي؟ اذا كانت الاجابة نعم، لكن في بواطن الجبال، هل تستطيع تدمير جبال من الجوّ؟ اضف الى انّ الوصول الى مخزونات الحزب من صواريخ دقيقة ومسيّرات على وجه التحديد، سيكون اما باجتياح برّي او بعمليّات انزال جوّي وكلاهما مكلف جدا لإسرائيل.
 
التسليم والرّهان على انهيار الحزب واستسلامه بعد اغتيال امينه العام السيّد الشهيد حسن نصرالله لتحقّق "اسرائيل" اطماعها في جنوب لبنان ضرب من "الخيال بإقرار قادة ومحلّلين من ابناء جلدتها. لعلّ صحيفة "اسرائيل اليوم العبريّة قد اصابت في "تسخيف" هذا الرّهان بقولها" الحزب اكثر بكثير من مجرّد قوّة مسلّحة، انه عقيدة يستحيل كسرها في اسرائيل هناك من تعهّد باجتثاث "الحزب وهذا لن يحصل ابدا!
 
وبينما تعلو التهديدات في الكيان، بقرب شنّ حرب جديدة على ايران، تدرك الأروقة الاميركية كما "الاسرائيلية"، انّ المنازلة القادمة مع ايران ستكون اقسى بكثير من سابقتها ربطا بتجهّز الاخيرة منذ انتهاء جولة ال 12 يوما حتى الان وكأنّ الحرب واقعةٌ غدا، اما "منازلة" الحوثيّين" الذين اعتبرهم نتنياهو الجبهة الخطرة جدا على "اسرائيل"، فلربما تكون هذه المرة أخطر بكثير مما فاجأوا به الكيان طيلة فترة اسناد غزّة، وقد يكون يسرائيل كاتس قد اصاب في بعض ما أسرّ به حينها في جلسة مغلقة للجنة الخارجيّة والأمن في الكنيست حين اعتبر انّ هناك تهديدا كبيرا وجدّيا من غزو برّي لشمال "اسرائيل" من الحوثيّين"!
 
موقع "واتسون" السويسري كان نقل عن ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، ترجيحه ان تواجه "اسرائيل" في العام المقبل عمليات نوعية خطيرة في الاراضي الفلسطينية ردا على خطّة الضمّ في الضفّة الغربية، كما وتجهُّز الحوثيّين" بانتظار حرب واسعة في المنطقة، لاجتياح برّي لإسرائيل قد يشكّل" زلزالا في المنطقة.. قبل ان يعلن عضو المكتب السياسي في حركة "انصار الله محمد الحوثي، عن "جهوزيّة 8 مليون يمني للتحرّك في اي مواجهة مرتقبة مع"مع الكيان الاسرائيلي.
 
وعليه، هل يحمل العام 2025 أثقاله الى العام الجديد؟ العام الذي شارف على نهايته مسجّلا تحوّلات وانعطافات استراتيجية. هل المنطقة مقبلة على تسويات ام يتمّ إقفال جبهات وإبقاء اخرى مفتوحة؟ هل من مصلحة ترامب ان يأخذ نتنياهو المنطقة الى تصعيد كبير على بُعد اشهر من انطلاق الانتخابات النصفيّة الاميركية؟ او يكتفي بإعطائه هامش حريّة توسيع ضرباته في لبنان تحت سقف الحرب الواسعة مقابل كفّ يده عن ملفَّي غزة وسورية؟.

 

ربطا بأنّ تكبيل يدَي نتنياهو عن الاستمرار في حروبه، يعني نهاية حياته السياسية ثمّة من كبار المحلّلين الإستراتيجيين من يتحدث عن تحوّلات جذرية في العام 2026 قد تطال الولايات المتحدة نفسها، مع توقّع هزيمة ترامب والجمهوريين في انتخابات  التجديد النصفي  حيث سيتمّ شلّ حركة ترامب او عزله نهائيا عن السلطة"- بحسب رأي الكاتب" الروسي المعروف الكسندر نازاروف، والذي يرى انّ خسارة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي، لا سيّما اذا ما تمّ دعمها بإلغاء المحكمة العليا لتعريفات ترامب الجمركية،  ستوصله الى الخيار الأخير.. الثورة او الموت السياسي!
 
وهذا امر لا يغفل عنه نتنياهو، وقد يكون في سباق مع الوقت لتحقيق ما.. يمكن تنفيذه في ظلّ مرحلة حكم ترامب الحالية.. الا انّ مؤشّرات هامة حملها دبلوماسي عربي الى بيروت نصح من خلالها احد المسؤولين اللبنانيين بفرملة -الإندفاعة الى المحور الاميركي ربطا بتحوّلات كبرى مرتقبة في العالم والإقليم -  من ضمنها  اعلان مفاجىء عن اتفاقية استراتيجية بين انقرة وطهران في وجه التوسّع الاسرائيلي بالمنطقة وفق ما كشفت شخصية صحافية لبنانية مخضرمة، ألمحت ايضا الى مبادرة خلف الكواليس سيقوم بها الرئيس ترامب لعقد صفقة "مغرية" مع الحزب تتعلّق ببلوكات الغاز وعزم انشاء منطقته الاقتصادية في جنوب لبنان!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل