الثبات ــ إسلاميات
يقول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} سورة التوبة-الآية 36، شهر رجب وهو الشهر الفرد ما بين جمادى الآخرة وشعبان. شهر من بين عدّة شهور مباركة، حثّ الإسلام في هذا الشهر المبارك على زيادة الأعمال الصالحة، والبعد كل البعد عن الأعمال التي لا تبت للإسلام بصلة، الموبقات المهلكات، آمراً بالتآخي بين المسلمين، فلا يعتدي أحد على الآخر، ولا يسفك أحدهم دم الآخر، ولا يأكل ماله، أو يتعرض لحرماته، أمور محرمة البتة في ديننا، إلا أنها ذنبها أكبر وأعظم في هذه الشهور المباركة.
في شهر رجب كانت معجزة الإسراء والمعراج للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكذلك في هذا الشهر المبارك كان مبعث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } سورة الأنبياء، الآية 107، مبعث النبي صلى الله عليه وسلم رحمة، مبعث كرامة، مبعث هبة من الله تبارك وتعالى، إلا أننا أحياء نسمع ونشم ونرى ولكن لا نعقل، غير مؤتمرين بأمر الله سبحانه وتعالى، مرتكبين نواهيه. دائماً ما ندعوا بدعاء: (( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، واجعلنا من عتقاء سعداء شهر رمضان))، لتتهيأ النفوس وتستعد الأجسام، وتفتح العقول لمعرفة الله سبحانه وتعالى، والعمل بمقتضى تعاليمه، لنبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من أنفسنا ومن شهواتنا ومن ذواتنا، ونذوب في هذه التعاليم العظيمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم.
نحن في شهر رجب، شهر الخير، إضافة خير لشهر الخير، ذلك لنكون في الخير وبالخير ومع الخير، إلا أننا نجد أنفسنا خرجنا عن دوائر الخير وتعاليمه، قلوب ممزقة ومبعثرة؛ لذلك رفع الله سبحانه وتعالى عنا البركة والخير وسلط علينا الوباء والغلاء والأعداء، احرص دائماً على مكان إن نظر إليك الله سبحانه وتعالى به وهو أعلم بك يجدك في طاعة، واجتنب مكاناً إن نظر إليك الله سبحانه وتعالى به وهو أعلم بك يجدك في معصية.
رجب… شهر اليقظة والتهيئة
الأم التي تبتغي وجه الله… جنتان تنتظرانها
تسع سنوات والأزمات تشتد.. وإنا على العهد باقون