من نفحات الحكم العطائية ..."الأعمال صور قائمة و أرواحها وجود سر الاخلاص فيها"

الإثنين 11 آذار , 2019 10:06 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - إسلاميات

"الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الاخلاص فيها"

لا قيمة للعمل مهما كان في مظهره مقبولاً ونافعاً إن لم يكن القصد الدافع إليه مجرد الحصول على مرضات الله ومثوبته ولا قيمة للقصد في أكثر الأحيان إن لم يتجل في العمل ولاحظ أنَّ وجود العمل مفصولاً عن القصد السليم الذي يعبر عنه بالإخلاص لوجه الله لا قيمة له في ميزان الشرع.

ولكن بالعكس لأنَّ النية السليمة قد تغني عن العمل في بعض الأحيان ولك عندما يملك المسلم صفاء القصد وخلوص النية لله عز وجل في الاتجاه إلى عمل ما، لكنه لا يملك القدرة على تحقيق ذلك العمل، كتوجه قصده إلى مدِّ يد العون المادي إلى فقير محتاج أو العون المعنوي إلى ضعيف يحتاج إلى خدمة أو رعاية أو رد غائلة عدوان،ولكنه ينظر فلا يجد لديه القدرة على ذلك.

من تطبيقات هذه الحكمة العظيمة:

عامل يشتغل في معمل، انتهز فرصة أذان الظهر فترك عمله بحجة التوجه إلى صلاة الظهر، وتوضأ فأطال ثم دخل الصلاة فأطال منها ما شاء أن يطيل، ثم أخذ مجلسه في ظل ظليل وأسند ظهره إلى مكان مريح وأخذ يتشاغل بالأوراد الكثيرة أو بقراءة القرآن.

من الواضح أنَّ هذه الصلاة بهذا الشكل لا تدخل في أنواع الأعمال المقربة إلى الله، لأنه إنما ابتغى بها الابتعاد عن العمل الذي هو بصدده بحثاً عن الراحة.

كذلك من هؤلاء الذين ينشطون في أعمالٍ حركيةٍ خدمةً للإسلام وللدعوة الإسلامية فيما يزعمون، يعلم في قرارة نفسه أنه يبتغي من أنشطته التي يقوم بها، فائدةً دنيويةً من زعامةٍ أو مال أو مركزٍ سياسيٍ، جاء من يعتب عليه بأنه مقصرٌ في عباداتهِ، لا يستيقظ لصلاة الفجر إلا مع الشمس أو قبيلها، لا يتعهد نفسه بشيءٍ من تلاوة القرآن، فأجابه قائلاً: إن الله أقامه في أعمال الدعوة وخدمة الإسلام، ولم يقمه في العكوف على العبادات وتلاوة القرآن والأوراد... مما لا ريب فيه أن دعواه باطلة إذ إنَّ عمله الذي ينصرف إليه غير مقترنٍ بروح الإخلاص لله عز وجل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل