الثبات- إسلاميات
ما طرقَ الخيرُ بابًا أوسعَ من بابِ الصلاة على النبي ﷺ، ولا انفتحت للعبد نافذةُ نورٍ أصفى من نافذةِ الذكر المتصل بالحبيب المصطفى.
هي عبادةٌ يجتمع فيها الحبّ، والوفاء، والشكر، والاقتداء، فإذا جرت على اللسان مرّةً، أزهرت في القلب ألف مرة ولذلك قال ﷺ كما روى الإمام أحمد عن أبي هريرة: ((صلُّوا عليَّ فإنها زكاةٌ لكم، وسلوا لي الوسيلة من الجنة)).
ليست الصلاة عليه مجرد كلمات تُقال، بل هي زكاةُ روح، وتطهيرُ نَفْس، ورفعٌ للدرجات هي هدية المؤمن لنبيّه، لكنها تعود إليه أضعافًا من البركات.
بل إن فضلها عند الله عظيمٌ حتى إن جبريل عليه السلام نزل على النبي ﷺ يبشّره كما في حديث عبد الرحمن بن عوف : قلت يا رسول الله، سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها فقالﷺ: ((إن جبريل أتاني فبشرني أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا)). رواه أحمد وغيره.
خرّ الحبيب ﷺ ساجدًا لله شكرًا؛ إذ كيف لا يُسجَد لربٍّ يجعل صلاتك على نبيه سببًا لصلاته هو عليك!
وكيف لا يخشع القلب لفضلٍ تنزل به الرحمة من فوق سبع سماوات على عبدٍ يرفع اسمه الشريف بكل حب وصدق؟
إن الصلاة على النبي ﷺ ليست عملاً موسميًا، ولا عادةً تُقال بلسان غافل؛ بل هي باب فتحه الله لأهل القرب منه، وسُلَّمٌ يرتقي به المؤمن نحو رضوانه.
من داوم عليها وجد انشراحًا في صدره، ونورًا في حياته، وطمأنينةً لا يعرف مصدرها إلا من ذاقها.
وفي يوم الجمعة وليلتها – وهما موسم النفحات وموطن البركات – يزداد جمال هذه العبادة، ويعظم أجرها، ويشتد نفعها؛ فهي أمانٌ من الهموم، وجالباتٌ للرحمات، ومفتاحٌ للأرزاق، وجسرٌ تتلاقى عليه القلوب بنور المحبة المحمدية.
فأكثِرْ من الصلاة على النبي ﷺ… في خلواتك، في طريقك، بين أعمالك، وفي كل وقت تُرِيد فيه أن يفتح الله لك بابًا كان مغلقًا.
أكثِر منها، فلعلّ نفحةً واحدةً ترفعك، ولعلّ صيغةً مؤمنةً صادقةً تكون سببًا في أن يصلي الله عليك عشرًا، ويذكرك في الملأ الأعلى.
أنفاس الطيب… وبركات الصلاة على الحبيب ﷺ
أنفاس الصلاة على الحبيب مسك وطيب ﷺ
﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ … قانون السقوط الخفي