"المعارضة الشيعية" .. فُخِت الدفّ وتفرّق العشّاق

الجمعة 28 تشرين الثاني , 2025 12:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

خاص الثبات

ما يُطرح اليوم داخل ما يسمى “المعارضة الشيعية” لا يرتقي إلى مستوى مشروع سياسي فعلي؛ إنه خليط من الطموحات الفردية والصلات الخارجية والرهانات غير الواقعية.

مع اقتراب الاستحقاق النيابي، تبدو أقرب هذه المجموعة التي لا تزيد عن 15 فرداً، إلى تجمعات متناحرة منها إلى تيار سياسي يحمل رؤية. فخلف الخطابات الحادّة التي تُطلق في الإعلام، تتكشف صورة مليئة بالتصدّعات والتسابق المحموم على المواقع، وكأن المعركة الحقيقية بين هؤلاء بل مع بعضهم البعض.

من وقت لآخر، تتوالى اللقاءات والاجتماعات تحت عناوين براقة، لكن ما يخرج إلى العلن يكشف عكس ما يُعلن. فكل مجموعة تعتبر نفسها “المرجعية”، وكل فريق يطمح إلى فرض نفسه ممثلًا حصريًا للشارع، ما يجعل المشهد أقرب إلى فسيفساء مفكّكة منه إلى حركة سياسية متماسكة.

اللافت أنّ أصواتًا من داخل هذا الوسط نفسه بدأت تُظهر تبرّمها من طريقة العمل، وتنتقد ما تعتبره “ممارسات استعراضية”.

المشكلة الأكبر لا تكمن فقط في الشقاقات الداخلية، بل في المنحى السياسي الذي تسلكه هذه المجموعة. فالمواقف التي تُطلقها تتقاطع بشكل واضح مع سياسات سفارات وقوى خارجية، وهي مواقف غالبًا ما تتماهى مع التيار اليميني المتطرف في الساحة اللبنانية، الذي يسعى منذ سنوات إلى إعادة هندسة التوازنات الداخلية بما يخدم مصالح محور خارجي محدّد.

وفي هذا الصدد كشفت منصة بيروت ريفيو، أنه في أجواء التحضير للانتخابات النيابية عقد ما يسمى "تيار التغيير" في النبطية لقاء في 23 تشرين الثاني الجاري، استنفرت مقابله مجموعة أخرى.

مثّل جناح علي مراد ومصطفى فحص، المقربَين من رئيس الحكومة نواف سلام، فيما ينافس هذه المجموعة، "تكتّل" آخر يضم محمد بركات، وهادي مراد، وقاسم جابر وعماد قميحة.

وأضافت أنه بعد ساعات، نشر قاسم جابر على صفحته على "فايسبوك" فيديو منتقدًا الاجتماع، واصفًا المجتمعين بـ"معارضين شيعة مجمعين حالن الـboss تبعن لهّيف مصاري"

قاصدًا مصطفى فحص نجل الســ.ـيـ.ـد الراحل هاني فحص.

جابر فضح في الفيديو الغاضب أسلوب عمل هذا النوع من المعارضين، مشيرًا إلى أن هناك من يعمد إلى تجميع "معارضين شيعة" على موائد العشاء بهـ.ـدف التقاط صورٍ لهم، وإرسالها إلى السفارات لتقاضي ثمن ذلك ملايين الدولارات، مؤكدًا أن هناك من اشترى بهذه الأموال شققًا في وسط البلد وأنطلياس والأشرفية.

بدوره بحسب  بيروت ريفيو بدأ محمد بركات حملته الانتخابية برفعه العلم اللبناني على منزله في بلدة ربّ ثلاثين بمرافقة الجيش اللبناني في 1 تشرين الثاني.

ويومها زار قرى مسيحية مجاورة أدلى فيها بمواقف تتماهى تمامًا مع مواقف القوات اللبنانية. ولاحقًا انتشر "فيديو كليب" يتضمن نشيدًا يمجّد ببركات أثار استهجان الجمهور من خفة أداء بركات عبر محاكاة الزعامات التقليدية.

"من الآخر، يبدو أن هذه المجموعة مجتمعة — والتي لا تملأ حتى مقاعد كوستر مدرسي — أقلّ ما يُقال فيها: فُخِت الدفّ وتفرّق العشّاق."


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل