ريح يوسف.. بشائر الفرج

الإثنين 22 أيلول , 2025 04:44 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

 الثبات-إسلاميات

  قال الله تعالى على لسان نبيه يعقوب عليه السلام: ﴿إني لأجدُ ريحَ يوسف لولا أن تُفنِّدون﴾

لم يكن بينه وبين يوسف خبرٌ أو لقاء، ولكن نور اليقين الذي ملأ قلبه جعله يستشعر البُشرى قبل أن تطرق بابه، ويشمّ نسيم الفرج قبل أن يصله وهكذا القلوب المؤمنة؛ تراها تثبت أمام العواصف لأنها موقنة بوعد الله، قال تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾

فالمؤمن يقرأ آيات الرحمة وسط ظلمات البلاء، ويستشعر الفجر وإن طال الليل وقد قال النبي ﷺ في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظنّ بي خيراً فله، وإن ظنّ بي شراً فله))

فما أعظم أن يُحسن العبد الظن بربه، فيرى الخير مقبلاً ولو أُغلقت أمامه الأبواب، ويستبشر بالفرج ولو تاهت به السبل بل إن الله عز وجل وعد الصابرين بعلوّ المنزلة وتمام الجزاء: ﴿إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ وقال سبحانه: ﴿فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً﴾

فامضِ في طريقك بإيمان صادق، وعلّق قلبك بربك، ولا تلتفت لظنون الناس أو خيباتهم فإن الذي جمع يوسف بأبيه بعد سنوات الغياب، قادرٌ أن يجمع أمنياتك بما هو خير لك، وأن يُخرجك من ضيق إلى سعة، ومن حزن إلى فرح ثق أن ريح يوسف قادمة، وإن لم يُدركها المبطلون ولتردد دائماً دعاء النبي ﷺ: ((اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت))

فالله لا يُخيّب من أحسن الظن به، ولا يترك قلباً صدق في الرجاء إلا أغاثه بفرج قريب


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل