نفحات يوم الجمعة: دعاء بين الأذان والإقامة

الجمعة 19 أيلول , 2025 10:08 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات 

  في يوم الجمعة، يوم النفحات والبركات، تتنزل الرحمات، وتصفو الأوقات، ويُفتح للعبد باب عظيم من أبواب القرب من الله: الدعاء بين الأذان والإقامة

  تلك اللحظة المهيبة التي ينتظر فيها المصلّون إقامة الصلاة، فإذا بالسماء تتهيأ لاستقبال الدعوات الصادقات  وقد ورد النصّ الصريح عن رسول الله ﷺ أن هذه اللحظة موضع إجابة، فقال: ((الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد))

 وهذا من رحمة الله بعباده، أن جعل لهم في اليوم والليلة محطات للرجاء، يطرقون فيها باب السماء فيستجاب لهم  فإذا اجتمع شرف هذا الوقت مع شرف يوم الجمعة، كان الرجاء أعظم، وكان الأمل في القبول أوسع

قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾

 فالقرب حاصل، والوعد صادق، والمغفرة بانتظار من طرق الباب بقلب منكسر ولسان صادق

 ومن هدي النبي ﷺ أنه رغّب في الدعاء عند الأذان، فقال: ((إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلّوا عليّ، فإنه من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلّت له الشفاعة))  فانظر كيف جعل النبي ﷺ الدعاء بعد الأذان عبادة عظيمة، تُتوج بالصلاة والسلام عليه، ثم بطلب الوسيلة له، ليكون ذلك سببًا للشفاعة يوم القيامة

أيها المؤمن: حين يُرفع الأذان في يوم الجمعة، فاستشعر أن الدعوة المخلصة قد كُتب لها أن تصعد، وحين تقف بين الأذان والإقامة فاغتنم تلك الدقائق الثمينة

  ادعُ لوالديك، ولأهلك، وللمسلمين أجمعين، وأكثر من الصلاة على خير المرسلين ﷺ، عسى أن تُكتب لك ساعة إجابة

  ولعلك توافق تلك الساعة التي أخبر عنها النبي ﷺ في الجمعة، حيث قال: ((فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه))

فما أكرم هذا اليوم، وما أعظم هذه اللحظات! لحظة يرفع فيها المؤذن صوته بالتكبير، وتتهيأ القلوب للقاء الله، فاجعلها أنت موعدًا للدعاء، تنل به رضوانًا ومغفرة وعطاءً من رب الأرض والسماء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل