أبان مولده عن طيب عنصره… ذكرى المولد النبوي الشريف

الإثنين 25 آب , 2025 09:16 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

 الثبات-إسلاميات

   يحلّ علينا كل عام شهرٌ استثنائي، ليس كبقية الأشهر، شهرٌ وُلد فيه النور، وأشرقت فيه شمس الهداية، وانكشف به ظلام الجاهلية

إنه شهر ربيع الأنور شهر المولد النبوي الشريف، حيث يلتقي التاريخ بالشعر، وتلتقي الأرض بالسماء وفي حضرة هذا النور، يرنّ في الأسماع بيتٌ خالد من بيوت المديح: يقول البوصيري رحمه الله في بردته:

أبانَ مولده عن طيب عنصره

 يا طيب مبتدإٍ منه ومختتمِ

   إن مولد المصطفى ﷺ لم يكن حادثة زمنية فحسب، بل كان علامة فارقة في مسيرة الإنسانية، كاشفاً عن طيب الأصل وصفاء الجوهر "أبان مولده" أي أظهر وأعلن، فجاءت ولادته شاهدةً على طهارة نسبه، وعلى صفاء المعدن الذي اجتمع فيه أشرف ما في الآباء والأمهات من طهر نسب مصون ورسالة موعودة لقد حفظ الله نسبه من رجس الجاهلية، فلا يُذكر في آبائه إلا الطهر والكرامة وصدق فيه قوله تعالى: ﴿وتقلّبك في الساجدين﴾

وكان مولده استجابةً لدعاء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾

طيب البداية والختام ما أجمل أن يخاطب المحب البوصيري رحمه الله النبي ﷺ بقوله: "يا طيب مبتدإٍ منه ومختتم"، فهو طيب في بدايته مولداً، وطيب في نهايته إذ ختم الله به الرسالات هو الطيب في الخَلق والخُلق، في الكلمة والعمل، في حياته ومماته، في ذكره في الأرض ومقامه في السماء قال تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ وقال ﷺ: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق))

وقالﷺ أيضاً: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم،  واصطفاني من بني هاشم))

المولد… تجدد للروح حين يطلّ علينا شهر المولد، فإنه لا يمرّ كمناسبة تاريخية جافة، بل كتجدد روحي يتذكّر فيه المسلمون أن النبوة كلها صفاء وطهر يتذكرون أن الأرض ما عرفت النقاء إلا يوم وُلد سيد الأنقياء، وأن كل ميلاد يُحتفل به، فإن مولده ﷺ هو الميلاد الأعظم للبشرية كلها ميلادٌ يعلن الطيب في البداية، ورسالةٌ تُعلن الكمال في الختام فما بين الطهر الأول والطهر الأخير، كانت حياة النبي ﷺ رحمةً للعالمين، كما قال ربه: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾  


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل