أهمية القراءة في بناء المجتمعات… وخاصة في زمن الهواتف

السبت 19 تموز , 2025 10:10 توقيت بيروت ثقافة

 الثبات- ثقافة 

القراءة ليست مجرد هواية أو وسيلة ترفيه، بل هي حاجة أساسية لبناء الإنسان والمجتمع، فهي التي تفتح أبواب المعرفة، وتنمّي الوعي، وتصقل الشخصية، وتنهض بالأمم من الجهل إلى النور، ومن التبعية إلى الريادة 

القراءة… مفتاح النهضة:

كل الحضارات التي شهدها التاريخ الإنساني كانت القراءة في طليعة عوامل بنائها  فأول آية نزلت في الإسلام كانت:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ما يؤكد أن أولى خطوات التغيير تبدأ من المعرفة وبالقراءة ازدهرت الحضارة الإسلامية، وانتشرت المدارس، ودُوّنت العلوم، وتألّقت العقول 

أثر القراءة في الفرد:

1. ترفع الوعي الذاتي والقدرة على التحليل والنقد

  2. تغذّي الروح والعقل بقيم العلم والحكمة

  3. تُنمّي مهارات التعبير والتواصل

  4. تُوسّع آفاق التفكير والانفتاح على العالم

 ٥.  القارئ شخص أقرب إلى الفهم وأبعد عن التعصّب، أكثر إبداعًا وأقلّ انغلاقًا، لأنه يستند إلى معرفة حية ومُتجددة

   أثر القراءة في المجتمع:

مجتمع يقرأ، هو مجتمع يصنع القرار بعقل، لا بعاطفة

  القراءة تبني جيلاً مفكرًا قادرًا على النقد والتغيير

 تُقلّل الجريمة، وتزيد من الإنتاجية، وتُرسي ثقافة الحوار

 وبالمقابل، تنتشر الأمية الثقافية حين يغيب الكتاب، فيسهل التلاعب بالعقول، وتُستبدل الفكرة الصالحة بالشائعة، والمنهج العلمي بالخرافة 

القراءة والهوية الثقافية: 

من خلال القراءة، تحيا اللغة، ويُصان التراث، وتُستعاد القيم، فالأمة التي تهجر الكتاب تهجر ذاتها، وتصبح صيدًا سهلًا للذوبان الثقافي 

تحدي القراءة في زمن الهواتف:

  اليوم، نحن نعيش في عصر الهواتف الذكية، حيث الأخبار السريعة، والمقاطع القصيرة، والانشغال المستمر أصبح الانتباه مشتتًا، والقراءة العميقة مهددة، تراجع التركيز، وزاد التسلّي على حساب التعلّم  لكن رغم كل هذا، يمكن أن تصبح الهواتف نفسها وسيلة لتعزيز القراءة لا عدوًا لها، إذا: 

استخدمناها لقراءة الكتب الإلكترونية، تابعنا الصفحات والمبادرات التي تروّج للمعرفة، خصّصنا وقتًا يوميًا بعيدًا عن الإشعارات للقراءة المركزة  فالخطر ليس في الهاتف بحدّ ذاته، بل في طريقة استخدامه 

كيف نُعزّز ثقافة القراءة؟

1. القدوة: أن يرى الأطفال والناشئة آباءهم يقرأون

  2. المدرسة: أن تكون القراءة جزءًا حيًا من المنهاج لا مجرد مادة دراسية

  3. وسائل الإعلام: أن تروّج للكتاب وتُعلي من قيمة المثقف

  4. المؤسسات: أن توفر مكتبات عامة جذابة ومجانية للجميع

  5. الهواتف الذكية: أن نستثمرها في الوصول إلى الكتب، لا في تضييع الوقت

  في زمن تدفّق المعلومات وتعدّد الشاشات، تبقى القراءة الهادفة هي السبيل الأعمق لبناء عقل ناضج، وقلب واثق، ومجتمع حيّ. فليكن في كل بيت مكتبة، وفي كل قلب شغف، وفي كل وقت نصيب من كتاب… ولو عبر شاشة الهاتف.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل