عندما استلم بعض "المسيحيين" السلاح من "إسرائيل" وشاه إيران... لِقَتلنا ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 01 تموز , 2025 09:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد استقلال لبنان استلم اليمين المسيحي مقاليد السلطة وكل مفاصل النظام السياسية والعسكرية والمالية، فبادر حزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار لإقامة علاقات مع العدو "الإسرائيلي" واستلام السلاح منه ومن شاه إيران لمواجهة العروبيين والناصريين، فكانت ثوره 1958 التي انتهت بتسوية مع الرئيس عبد الناصر وانتخاب فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية.
استمر اليمين المسيحي من الكتائب والاحرار بالتعامل مع العدو "الإسرائيلي" واستلام السلاح والتدريب، وأشعل بقرار "إسرائيلي" - أميركي الحرب الأهلية اللبنانية عام 75 ضد المقاومة الفلسطينية، بحجة استعاده السيادة ومنع التجاوزات الفلسطينية، مع أنهم هم الذين وقّعوا "اتفاق القاهرة" وسمحوا للفلسطينيين بالعمل المسلّح من جنوب لبنان دون استشارة أهله.
لم تتراجع الكتائب والأحرار والقوات عن عمالتها وخيانتها، بل استمرت بالتحالف الميداني والسياسي مع العدو "الإسرائيلي"، وكانت أول من بادر لتقسيم لبنان وأسّست "دولة لبنان الحر"، بقيادة الضابط اللبناني سعد حداد في الشريط الجنوبي المحتل، بإشراف "إسرائيلي" وتأييد من الجبهة اللبنانية المسيحية، واستمر هذا التعاون حتى اجتياح 1982 الذي تم تنسيقه مع بشير جميل والقوات اللبنانية والذي أدى إلى احتلال بيروت، وتنصيب بشير الجميل رئيساً للجمهورية، وطرد المقاومة الفلسطينية بالبواخر، وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا التي ذهب ضحيتها مئات الشيعة اللبنانيين وآلاف الفلسطينيين.
لا يزال اليمين المسيحي على طبعه في العمالة والخيانة ضد كل الوطنيين، سواء كانوا عروبيين وناصريين او يساريين وحركة وطنية، او مقاومة إسلامية او شيعية.. إنه طبعهم وليس تطبّعهم.
استمرار هؤلاء بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة تنفيذاً لأوامر "إسرائيلية" وأميركية، كما كانت عادتهم في الحرب الأهلية واجتياح عام 1982، ليطعنوا المقاومة وأهلها ،والتحضير لحرب أهلية داخلية، تسهّل على أميركا و"اسرائيل" إسقاط لبنان والقضاء على المقاومة.
يحاول اليمين المسيحي ومن التحق به مؤخراً أو من سيلتحق به من "أولاد القصعة" ،قلب المفاهيم والمعايير الوطنية والأخلاقية، كما حصل في سوريا حتى صارت "جبهة النصرة" الإرهابية تحاكم الجيش السوري الوطني، وتسجن مفتي سوريا وتفجّر الكنائس وتذبح العلويين، وتحاصر الشيعة، وحتى صار الإيغور والشيشان والتكفيريين متعدّدي الجنسيات قادة في الجيش السوري.
يحاول اليمين المسيحي وعملاء وحلفاء "إسرائيل تكرار النموذج السوري، ليصبح العميل وحليف "إسرائيل" ممسكاً بالسلطة، ليحاسب المقاومين للعدو "الإسرائيلي" ويسجنهم.
لقد تمادى هؤلاء في حربهم العدوانية على المقاومة وصولاً إلى الحرب على الطائفة الشيعية وعزلها وجعلها طائفة منبوذة وإرهابية وتحميلها مسؤولية كل الخراب اللبناني، وتثبيت معادلة أن لا استقرار ولا أمان في لبنان ،
إلا بهزيمة الشيعة، لاعتبارهم الطائفة التي ترفض التطبيع مع "إسرائيل"، وترفض التوطين ودمج النازحين، ولازالت تحتضن المشروع المقاوم وهي الطائفة التي قاتل قائدها الإمام الصدر، لمنع عزل المسيحيين في الحرب الأهلية ودفع ثمنها، ولايزال مخطوفاً بتآمر بعض اللبنانيين والعرب وبرعاية أميركية و"إسرائيلية".
يعتقد هؤلاء الأغبياء الخونة والعملاء ان الغلبة والنصر لأميركا و"إسرائيل"، وانهم يستطيعون، كضباع وثعالب وعناكب، أن يأخذوا ثأرهم من المقاومة وأهلها والتشفي منها، فيحاصرونها ويتنمّرون عليها ويهدّدون ويحدّدون المهل الزمنية لتسليم السلاح ويشجّعهم على ذلك الشعور بالقوة وصمت "الثنائية وأهلها" عن الرد عليهم بحجة الحرص على السلم الأهلي ، مما يُشعرهم بضعف المقاومة وأهلها ويشجّعهم على الاستمرار. 
لابد ان تبادر "الثنائية" وأهلها الى مغادرة الصمت والمهادنة والبدء بالهجوم المضاد الشعبي والمدني والقانوني والإعلامي وفق التالي:
- ان يبادر وزراء الثنائية في مجلس الوزراء بإدراج محاكمة الكتائب والقوات واليمين المسيحي لمسؤوليتهم عن استلام السلاح او شرائه (كما اعترف مسؤولوهم)، وخسائر الحرب الأهلية والاجتياح "الإسرائيلي".
- ان تبادر كتلتا التنمية والوفاء لتقديم اقتراح قانون لمحاكمة عملاء "إسرائيل" عن جرائمهم في لبنان تعديل قانون العقوبات وإقرار بند "إعدام العملاء".
- أن يبادر القانونيون وأهالي الضحايا والمفقودين والمخطوفين لتقديم الدعاوى أمام المحاكم اللبنانية والدولية لمحاكمه هؤلاء كمجرمي حرب.
- التحركات الشعبية السلمية ضد وسائل الإعلام والإعلاميين المعاونين للعدو "الإسرائيلي"، واعتبارهم مجنّدين في الإعلام الحربي "الإسرائيلي". 
 السكوت والصبر على فجور هؤلاء سيشجّعهم أكثر، ومن الحكمة ان نبدأهم قبل ان يبدؤونا.
لا تنتظروا حتى تُقتلوا في غرف نومكم، وتصبح نساؤكم مخطوفات وسبايا...
يطالبون بنزع السلاح او تسليمه، وتجريد طائفةٍ يقصفها ويغتالها العدو "الاسرائيلي"، وتحتشد على حدودها في البقاع الجماعات التكفيرية وهي تشهر سيوفها للذبح وتعيش مع أهل الغدر الذين يمنعون تأجير شقة للمهجرين من الحرب، او حتى للميسورين، ما داموا شيعة.
 من يعتقد اننا سنكون القتلى وحدنا وأن النار ستشتعل في بيوتنا ومناطقنا فهو واهم وغبي.. لا تطمأنوا كثيراً لوعود الثنائية بالتهدئة وكظم الغيظ او تقصيرها أو عدم حسن إدارتها للمعركة، فربما سيكون الشارع هو القائد الذي تلتحق به القيادات؛ كما بدأت المقاومة في الجنوب وبعدها انتفاضة شباط.
لن نسلّم السلاح، ولن نقدم رقابنا ليقطع رؤوسنا الجلاّدون بسيوفنا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل