خاص لبنان
في زمن التشابك الإقليمي والمخاطر المتصاعدة، تخرج المقاومة لتلخص المعادلة بكلمات قليلة ولكنها شديدة الوضوح والرسوخ:
"التزمنا بما علينا.. و لا تنازلات لتقديمها."
هذه ليست مجرد جمل عابرة، بل هي إعلان مبادئ وموقف ثابت لا يتغير أمام الضغوط ولا يتبدل تحت التهديد. موقف يستند إلى ثوابت المقاومة وتجربتها الطويلة في التعامل مع العدو، التي أثبتت أن لغة القوة وحدها هي التي تُفهم في وجه الاحتلال والغطرسة.
في هذا السياق، كان كلام الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، واضحاً وقاطعاً، حين قال: المقاومة لن تقبل باستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، مؤكداً أن المقاومة جاهزة لمواجهة العدو.
هذه العبارة تختصر الموقف الاستراتيجي للمقاومة: ليس تهوراً ولا انجراراً خلف استفزازات العدو، ولكنها جهوزية تامة لأي مواجهة تُفرض، وثقة راسخة بأن الكلمة الأخيرة ستكون لمن ثبت في الميدان.
وفي كلمة ألقاها في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، اعتبر الأمين العام لحزب الله، أن «اتفاق وقف إطلاق النار هو مرحلة جديدة اسمها مسؤولية الدولة»، وتساءل: «هل هناك من لديه عقل ويفكّر بشكل صحيح يُلغي عوامل القوة لديه، فيما الإسرائيلي لا يطبق الاتفاق ويواصل اعتداءاته؟».
أما على مستوى الدولة، فالرسالة شديدة الصراحة: "لتتحمل الدولة المسؤولية."
وحمّل قاسم الدولة اللبنانية مسؤولية العدوان الذي يحصل، مشيراً إلى الاعتداء الأخير الذي استهدف المدنيين في مدينة النبطية «وكل من يعمل في الصيرفة»، معتبراً أنه «مرفوض وعلى الدولة أن تقوم بواجبها».
وشدد على أن المقاومة لن تسمح باستمرار هذا العدوان، وقال: «هل تتصورون أن نظل ساكتين إلى أبد الآبدين؟ هذا غير صحيح، ولقد جربتمونا، عندما نكون مخيّرين، ليس لدينا إلا خيار واحد، ألا وهو العزة».
الواقع يفرض على مؤسسات الدولة أن ترتقي إلى مستوى الحدث، وأن تفهم أن أي محاولة لعزل المقاومة أو الضغط عليها داخلياً لا تخدم سوى العدو. فالمقاومة ليست خارج المعادلة الوطنية، بل هي في قلبها، وهي التي حمت وتصدّت حيث سقطت الحسابات الرسمية.
من هنا، فإن المرحلة المقبلة لا تحتمل حسابات ضيقة أو رهانات خاسرة على تغييرات خارجية. الردع لن يُصان بالخطابات، بل بالموقف الصلب، وبالتمسك بالحق، والاستعداد الدائم لأي سيناريو. والمقاومة، بكلام قادتها، وبرصيدها في الميدان، تعلن أنها جاهزة، قوية، ثابتة، لا تفاوض على الكرامة، ولا تتراجع عن الثوابت.
الخلاصة:
لا بداية لحرب من باب الاستفزاز، لكن إن فُرضت الحرب، فلتكن…
ولدينا من القوة ما يكفي، ولدينا من الإيمان ما لا يُقهر.