الثبات- إسلاميات
تمثل الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة المنورة واحدة من أعظم المحطات في تاريخ الإسلام، بل هي التحول الفاصل بين مرحلة الاستضعاف ومرحلة التمكين، وبين الدعوة السرية والمجتمع الإسلامي المتكامل
خلفية الهجرة: عاش النبي ﷺ وأصحابه في مكة ثلاثة عشر عامًا يدعون إلى التوحيد ويقاومون الجهل والظلم، متحملين في سبيل ذلك ألوان العذاب والتكذيب ولما اشتد أذى قريش للمسلمين، أذن الله لنبيه بالهجرة إلى يثرب، التي أصبحت فيما بعد المدينة المنورة
معاني الهجرة: ليست الهجرة مجرد انتقال جغرافي، بل هي نموذج راقٍ للتوفيق الرباني والحكمة النبوية:
اعتماد على الله وتوكل عظيم رغم الأخذ بالأسباب المادية
تضحية وفداء: كما فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي ﷺ
إخاء وتعاون: جسدته المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
بداية بناء الدولة: فقد أسس النبي ﷺ في المدينة مجتمعًا قائمًا على العدالة والشورى والتكافل
الهجرة والتقويم الإسلامي:
أمر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون التأريخ الإسلامي من الهجرة، لما تمثله من بدء عصر جديد، انتقل فيه الإسلام من الدعوة الفردية إلى الدولة المنظمة
تبقى الهجرة النبوية حدثًا خالدًا، يحمل في طياته دروسًا وعبرًا لكل الأجيال، يعلّمنا كيف نبني الحضارة على أساس الإيمان، ونواجه التحديات بثبات ويقين
فليكن في الهجرة نبراس نهتدي به في طريقنا نحو نهضة الأمة.