أقلام الثبات
تقوم الحروب والدول، بناء على مفاهيم فكرية وعقائدية وفلسفية، يتم تنفيذهاً ميدانياً وسياسياً، وكذلك يخضع الكيان الصهيوني (إسرائيل)، لناحية التأسيس والمصير لمفاهيم دينية وسياسية واقعية يمكن تلخيصها بما قاله وزير الدفاع "الإسرائيلي" الأسبق موشيه دايان "إن عمر إسرائيل محدود.. وعلينا أن نطيله أطول مدة ممكنة بالحروب"، وما قاله الإمام الخميني "إسرائيل غدة سرطانية يجب إزالتها من الوجود"، وأشار الإمام الصدر إلى أن "شرف القدس يأبى أن يتحرّر الا على أيدي المؤمنين الشرفاء".
ستنتهي الحرب بين إيران و"اسرائيل" واميركا عاجلاً أم آجلاً، وسيتم إعلان وقف النار، بعدما استطاعت إيران حتى الآن إفشال هذه الحرب الأميركية - "الإسرائيلية"، ومنعت تحقيق أهدافها بعد ليله "الغدر" الأولى، والتي أعلن "ترامب" و"نتنياهو" أهدافها الثلاثة:
- تدمير المنشآت النووية الإيرانية السلمية.
- إسقاط النظام الإيراني واغتيال المرشد الأعلى.
- القضاء على القدرات الصاروخية الباليستية الإيرانية.
بعد 12 يوماً من الحرب الجوية والصاروخية ، استطاعت إيران زعزعة الأمن "الإسرائيلي" لأول مره منذ 70 عاماً وحطّمت الغرور والكبرياء "الإسرائيلي" بعد 20 شهراً من استباحة "إسرائيل" لغزة وسوريا ولبنان وإيران، وكادت ان تربح الجائزة الكبرى بإسقاط إيران بالضربة القاضية دون غزوٍ او احتلال وبحرب قصيرة لا تتجاوز الليلة الواحدة لولا لطف الله ورعايته.
ربحت إيران الحرب، بعدما استوعبت الضربة وصمدت وأفشلت اهدافها وأوقفت مشروع هدم محور المقاومة الذي تعرّض لضربات قاسية اغتيال (السيد الشهيد)، وفق التوصيف "الإسرائيلي"، ونقطة التحوّل الكبرى الذي فتح الطريق أمام نتنياهو الى طهران.
أهم انجازات الرد الإيراني وخلال مهله زمنية قصيرة (12 يوماً) إلغاء أهم ثوابت العقل السياسي والديني "الإسرائيلي" بأن "إسرائيل وطن اليهود الآمن والنهائي" الذي سيصبح القائد للشرق الأوسط الجديد، لكن رعب 500 صاروخ إيراني كانت كفيلة بتهديم فكرة عمرها أكثر من 100 عام حاول آباء المشروع الصهيوني ترسيخها في أذهان "يهود العالم" و العرب والمسلمين على صوابية وحتمية هذا الوعد وأن طريق النجاة للعرب والمسلمين، التسليم "لإسرائيل" بالتطبيع والخضوع ،للسماح لهم بالعيش كعبيد لليهود وفق النصوص التوراتية والتنموية التي يرتكز عليها السياسيون والعسكريون "الإسرائيليون".
استطاعت الصواريخ الإيرانية وقبلها اللبنانية والفلسطينية واليمنية والعراقية إثبات إمكانية تحقيق شعار "إزالة إسرائيل من الوجود" الذي يمكن تحقيقه إذا ما اتّحد العرب والمسلمون وطهّروا صفوفهم من الخونة والمرجفين، والدليل ان 12 يوماً من القصف الإيراني غير المكثّف دفع الوزير المتطّرف "الاسرائيلي" بن غافير للقول "اجدادنا هم السكان الأوائل والأصليين للمغرب وهم من أسّس مدينة مراكش، ومن حقنا نحن الأحفاد العودة إليها في حالة انهيار دوله اسرائيل"، أي انه بدأ يفكر بإمكانية انهيار دولة "إسرائيل".
لأن الحرب على إيران لا تستهدف إيران النووية فقط ،بل تستهدف مشروع الإسلام التحرّري المقاوم ،فإن أي اتفاق لوقف النار ينحصر بالساحة الإيرانية وحماية مصالحها دون حماية الشركاء والحلفاء في محور المقاومة، خصوصاً في لبنان فهو اتفاق مبتور وناقص، وربما يكون "آثماً ومجحفاً" بحق الشهداء والمقاومين اللبنانيين الذين كانوا الأكثر ايثاراً وتضحية وقتالاً خارج ساحات وطنهم، دفاعاً عن المشروع الإسلامي المقاوم، وناصروا وساندوا كل الحلفاء ومن حق المقاومين اللبنانيين وأهلهم على الأخوة في إيران ان يكونوا ضمن اتفاق وقف النار، سواء تم اليوم او بعده وبشكل واضح، لإلزام العدو "الإسرائيلي" بوقف الاغتيالات والقصف الجوي، والسماح لأهل القرى المدمّرة بإعمارها .
ان استبعاد لبنان من وقف النار الذي يمكن ان توقّعه إيران، سيصيبنا في لبنان بالخيبة والشعور بظلم ذوي القربى لنا، ونحن الذين لا زالت خيول الصهاينة تدوس جثثنا التي تنهشها ضباع الداخل والخارج .
لا توقفوا القصف الآن ،فَمَن كَانَ قادراً ومستطيعاً {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وستكون النتائج مباركة وأكبر بإذن الله.
مبارك لإيران النصر، وسنبقى معها كما كنا.. والنصر لإيران الإسلام.
حتى لا يكون وقف النار منقوصاً وحزيناً ــ د. نسيب حطيط
الثلاثاء 24 حزيران , 2025 09:35 توقيت بيروت
أقلام الثبات
