هل إغلاق مضيق هرمز مفيد لإيران؟ ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 23 حزيران , 2025 10:40 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد التصعيد العسكري الذي قام به الأميركيون وقصف المفاعلات النووية الإيرانية، اجتمع البرلمان الإيراني وفوّض القيادة العسكرية الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز. ورداً على هذا الاجراء قال نائب الرئيس الأميركي؛ جي دي فانس، إن اغلاق مضيق هرمز سيسبب ضرراً للاقتصاد الإيراني، بينما طلب وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو من الصين ان تمارس نفوذها على إيران ومنعها من اغلاق المضيق.

يمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا ليس لإيران وحدها، بل لدول الخليج العربية كافة، إذ يمر عبره أكثر من 20% من تجارة النفط العالمية اليومية. وبالنسبة للسعودية والإمارات والكويت وقطر، فإن إغلاق المضيق يعني تعطّل جزء كبير من صادراتها النفطية والغازية نحو الأسواق الآسيوية والأوروبية.

ورغم امتلاك بعض هذه الدول خطوط أنابيب بديلة، مثل خط أنابيب أبو ظبي (حبشان – الفجيرة) وخط أنابيب شرق السعودية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، إلا أن هذه البدائل لا تكفي لنقل كامل الطاقة التصديرية لدول الخليج. لذلك، فإن أي إغلاق طويل الأمد لمضيق هرمز سيترك تداعيات اقتصادية مباشرة، ويرفع أسعار التأمين على السفن، ويزيد من تقلبات أسعار الطاقة عالميًا، فضلاً عن زيادة المخاطر الأمنية في المنطقة بأسرها.

أما بالنسبة لإيران، فهو يشكّل أيضاً شرياناً حيوياً، خصوصاً في تصدير النفط الى الصين. وبحسب احصائيات 2025، تستورد الصين نحو 1.7–1.8 مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني، أي ما يعادل حوالي 15% من إجمالي وارداتها النفطية. وتمثل الصين السوق الأكبر لإيران، إذ إن نسبة ما تصدّره إيران الى الصين يبلغ 90% من صادراتها النفطية. بسبب العقوبات، تستفيد الصين من شراء النفط الإيراني بأسعار منخفضة مقارنة بخام برنت، بينما تستورد من السعودية ومن السوق العالمي بأسعار أعلى.

ما هي البدائل لمضيق هرمز بالنسبة لإيران؟
إذا اضطرت إيران الى أن تقطع مضيق هرمز، فهناك عدّة بدائل، لكنها لا توازي أهمية المضيق، وأهمها:

1- خط أنابيب غوره – جاسك ، وهو خط يربط حقل غوره النفطي الإيراني بمحطة جاسك على بحر عمان، متجاوزًا مضيق هرمز. التقارير تقول إنه يحتاج الى إعادة تشغيل والى توسيع، خصوصاً ان الصادرات فيه توقفت من أيلول عام 2024 لأسباب لوجستية واقتصادية.

2- السكك الحديدية بين إيران والصين:

افتتح هذا الخط في أواخر أيار 2025، وهو مخصص للبضائع عالية القيمة مثل المعدات، الألواح الشمسية، والنحاس، وغيرها. يمكن الاستفادة منه في حال اغلق مضيق هرمز، لكنه ليس مناسباً لتصدير النفط الخام بكميات كبيرة، لأنه لا يوجد بنية تحتية لنقل النفط عبره.

على الرغم من ذلك، فإن إيران قد تلجأ إلى خيار إغلاق مضيق هرمز إذا رأت فيه وسيلة فعّالة للضغط على الأميركيين لإنهاء التصعيد، عبر تكبيد الاقتصاد العالمي خسائر جسيمة. ويمكن لإيران ابتكار طرق بديلة وغير معلنة لتصدير جزء من نفطها إلى الأسواق العالمية، مستخدمةً أساليب تهريب معقدة وأساطيل خفية وشبكات وسطاء؛ كما فعلت سابقاً خلال التفافها على العقوبات الأميركية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل