صواريخ محور المقاومة أسقطت مطالب المناطق العازلة _ د. نسيب حطيط

السبت 21 حزيران , 2025 11:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
ثبّتت "إسرائيل" في كل اتفاقيات السلام أو وقف اطلاق النار مع مصر والأردن وسوريا ولبنان وغزة مطلباً أساسياً يقضي بوجود  "منطقة عازلة" داخل أراضي أعدائها، خالية من السلاح والمسلحين، لضمان أمن "اسرائيل" وتأمين مسافة زمنية تكفي لحشد قواتها وعدم الوقوع في فخ المباغتة والمفاجأة عسكرياً وربح جغرافيا خالية عند أي هجوم "اسرائيلي" ، بالإضافة لتأمين "الأمان النفسي"  للمستوطنين بأنهم خارج نطاق التهديد، وإقناعهم بأن الحروب الماضية والقادمة ستكون على الحدود الفلسطينية مع دول الطوق العربية أو داخل الاراضي العربية التي كانت تنتهي الحروب فيها لتصبح "أراضي عربية محتلة" في سيناء والضفة الغربية والجولان ولبنان.
بنت القيادة السياسية والدينية الإسرائيلية مجتمعها الاقتصادي على أساس أن المدن والقرى خارج الحروب والتدمير الذي سيبقى محصوراً عند العرب او الأعداء من المسلمين وغيرهم ولو على بعد آلاف الكيلومترات
وتمت صناعة الشخصية "الإسرائيلية" على أساس أنها المتفوّقة والآمنة التي لا يطالها أحد وان أصابتها الحروب فستكون "طفيفة" وقليلة ، مقابل أعداد القتلى الكثيرة من الأعداء ،مما جعلها شخصية مطمئنه محصّنة، لم تسمع في اغلبها صوت رصاص او قذيفة او صاروخ ولم تشاهد في شوارعها دمارا او حتى تحطيم زجاج بشكل كبير.
ان الاستراتيجية الصاروخية التي اعتمدها محور المقاومة ،ابتداء من لبنان ثم في فلسطين وبعدها في العراق واليمن وتم تتويجها الآن بالصواريخ الإيرانية التي تخوض "الحرب الرابعة" بين المسلمين وإسرائيل بعد حروب 1948 و1967 و1973 وتتميز هذه الحرب بأمرين:
-  وقوع الحرب بين دولتين غير متجاورتين ولا حدود مشتركة بينهما على بعد آلاف الكيلومترات ولا تشترك القوات البرية فيها ، بل تقتصر على القصف الجوي المتبادل بالطائرات والصواريخ .
-  كسر الاستراتيجية "الإسرائيلية" التي اعتمدت على تأمين حدودها من دول الطوق ،إما باتفاقيات السلام (مصر والأردن ) او بالتحييد والسيطرة (سوريا الجولاني) أو وقف النار الأحادي ( لبنان) وأدخل اليمن والعراق وإيران كدول طوق "بديلة" عن الدول الثلاث التي خرجت من قتال "إسرائيل" (سوريا مصر والأردن).
بعد 70 عاماً على تأسيس إسرائيل ،أسقطت صواريخ المقاومة وهم الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، سواء بالعمل المسلّح الفلسطيني في الضفة وغزة او بالحرب التي يديرها محور المقاومة منذ 20 عاماً، بعدما انتقل أغلب العرب وتركيا ،للجبهة "الإسرائيلية" والقتال معها ضد محور المقاومة وأصبحت مفردات الهروب الى الملاجئ والحصار الجوي والهجرة القسرية الطارئة وتدمير القواعد العسكرية ،مفردات يتداولها الإعلام الإسرائيلي والمستوطنون والسياسيون وإذا استمرت حرب الصواريخ الإيرانية " شهرا" او أكثر ،فإن كثيرا من المفاهيم التي تتحكم بالعقل والشخصية "الإسرائيلية" ستتغير وتهشّم الحلم "الإسرائيلي"؛ "إسرائيل الكبرى" حيث "ستتقيأ" القيادة "الإسرائيلية" كل ما التهمته من جغرافيا وانتصارات في غزة ولبنان وسوريا.
يستطيع محور المقاومة ترميم ذاته وهيكليته واسترداد النقاط التي خسرها في حال توظيف الصواريخ الإيرانية لصالح المحور جميعاً وعدم اقتصار نهاية الحرب على المطالب الإيرانية الخاصة وإهمال بقية الجبهات خاصة في لبنان وغزه ولابد ان يشمل وقف النار، الجبهة اللبنانية ،بإلزام العدو بوقف النار وفي غزة بالانسحاب ووقف الحرب ،لأنه إذا استطاعت إيران تحقيق هذه المعادلة، فإنها تعيد تثبيت نفسها "قائدا" لمحور "فعال" ولاعبا أساسيا في القضية الفلسطينية ،بعدما حاولت امريكا و"إسرائيل" إخراجها، مذهبياً وسياسياً وجغرافياً.
كل يوم من الصواريخ الإيرانية يمحو "شهراً" من الإنجازات الإسرائيلية " ويعوّض ما خسره محور المقاومة منذ "طوفان الأقصى" و "على طريق القدس" مما يفرض أن لا يقل تساقط الصواريخ عن 20 يوماً مع الدعاء أن لا نُصاب "بدفرسوار " سياسي" يجهض احلامنا ويقتل "الأمل" الذي عاد مجدّداً على ضوء الشُهب الإيرانية العابرة الى القدس.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل